للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عاقبة عقوق الوالدين وقطيعة الرحم]

السؤال

يقول: ما عاقبة عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام؟

الجواب

عقوق الوالدين حرام، ومن عق والديه عقه أولاده، ويزيدون له قليلاً؛ لأنها كبيرة من كبائر الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر -والحديث في الصحيحين - فقال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين) ويقول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [الإسراء:٢٣] ويقول تبارك وتعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان:١٤] ويقول: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [النساء:٣٦] إذاً ما هو العقوق؟ العقوق أن تقول لهم: أف، وأن ترفع صوتك عليهم، وتخالف أمرهم، وتتمرد عليهم، لو يقولون: دق مخ ساقك هنا، قل: حاضر، يقولون: قم نصف الليل، قل: حاضر، تعرفون الرجل الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، جاء من المرعى -كان طوال يومه يرعى- وجاء وإذا بأبيه وأمه قد رقدوا، وحلب لهم وجلس بالقدح على رءوسهم وامرأته وأولاده يتضورون جوعاً عنده، قال: والله لا تشربون حتى يشرب أبي وأمي، والله لا أقومهم حتى يقوموا، فما قاموا حتى أتى الفجر، وهو واقف! طوال اليوم يرعى ثم يقف طوال الليل بالقدح، أين هذا يا إخواني؟ بعض الأولاد ليس فيه خير لا لنفسه ولا لأبيه والعياذ بالله.

وأما الأرحام فكذلك؛ فإن قطيعة الرحم مما يقطع الله به الرزق، والله عز وجل يقول: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:٢٢ - ٢٣] فالذين يقطعون أرحامهم عليهم من الله اللعنة، وأيضاً يصم الله آذانهم ويعمي أبصارهم، لماذا؟ لا يرون الحق؛ عندما تقول له: أختك -قريبتك- قطعتها، قال: ما أدري عنها، ليست مني، إنها ذهبت مع بعلها وتركتني، إنها إنها هذا أصم، ما يسمع كلام الله، وأعمى الله بصيرته، فهذا والعياذ بالله (من قطع رحمه قطعه الله و) (لا يدخل الجنة قاطع رحم) (ليس الواصل بالمكافئ، الواصل الذي إذا قطعته رحمه وصلها) والحديث صحيح في مسلم، قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأعطيهم ويحرمونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، قال: إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل).

صل ولو أنك قد أخطأت، يا رجل (السماح رباح) إلى متى وأنت غضبان، وأختك غضبانة، أو قريبك أو جارك.

والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.