للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صلاح الظاهر وفساد الباطن]

السؤال

أنا شاب يحسبني الناس ملتزماً ويعدونني من الشباب المؤمن، ولكنني في الخلوة والانفراد أتابع المسلسلات، وأستمع الأغاني، وأختلس النظرات إلى الحرام رغم أنني أعلم أن ذلك حرام، وأتحرج بعد ذلك إذا رآني الناس، أرجو أن ترشدوني؟

الجواب

نقول لك: عليك أن تتقي الله أيها الشاب! وأن تراقب الله تبارك وتعالى، وألا يكون لك ظاهر صالح، وباطن سيء، لا تكن معروفاً عند الناس بالالتزام والدين، ومعروفاً عند الله بالفسق والفجور، فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك، والله لو مدحك الناس كلهم من أولهم إلى آخرهم، والله يذمك ما يمنعونك من الله، ووالله لو ذمك الناس كلهم والله يمدحك لا يضروك ولا ينفعوك عليك أن تراقب الله بالدرجة الأولى.

جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! أعطني فإن مدحي جميل وذمي قبيح قال: كذبت! ذاك هو الله) إذا مدحك الله سعدت، وإذا ذمك الله شقيت، لكن الناس إذا مدحوك في المجالس والأماكن، فما تسمع إلا: فلان طيب ما شاء الله! لكن سلوكك مع الله في الباطن فاسد فماذا يصنع لك الناس؟ هل عندهم شيء ينفعك؟ الحياة، والموت، والرزق، والرفعة، والعافية؛ كل هذه بيد الله، وكل شيءٍ بيد الله، والناس لا يعطونك مثقال ذرة إلا بأمر الله، إذن لِمَ تراقب الناس؟ عليك أن تراقب الله، وإذا رضي الله عنك أرضى عنك الناس كلهم.