للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من علامات الساعة الكبرى: خروج الدابة]

من علامات الساعة: خروج الدابة، والدابة آية من آيات الله تخرج في آخر الزمان؛ حين يكثر الشر ويعم الفساد، ويكون الخير قليلاً في ذلك الزمان، وهذه الدابة ذكرها الله عز وجل في القرآن، قال تبارك وتعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ} [النمل:٨٢] وهذه الدابة هي مغايرة لما تعارف عليه الناس وعرفوه من دواب الأرض؛ لأنها تخاطب الناس وتكلمهم، ومعها ختم ولها شم، تختم في جبين المؤمن يا مؤمن، وتختم في جبين الكافر يا كافر، حتى يتبايع الرجلان في السوق بكم يا كافر؟ قال ذاك: بخمسين يا مؤمن، ما عاد محمد ولا علي ولا زيد؛ إلا كافر ومؤمن فقط، ثم إنها مكتوبة في جبينه لا يستطيع أحد أن يمسحها، أو يجري عملية ليزيلها، مختومة في جبينه إلى أن يدخل النار، وذاك مؤمن إلى أن يدخل الجنة بإذن الله عز وجل.

وقد ذكرت جملة أحاديث؛ منها ما رواه الإمام البخاري والإمام أحمد وذكرها البغوي في حديث علي بن الجعد، وأخرجه أبو نعيم بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون -يعني يعش الناس وعليهم هذه العلامة- حتى يشتري الرجل البعير فيقول: ممن اشتريته، فيقول: اشتريته من أحد المخطمين) أي الذي فيه العلامة كافر أو مؤمن -نسأل الله تبارك وتعالى أن يحمينا وإياكم- وهي تخرج من صدعٍ تحت الصفا من جبل في مكة -وهو غار تخرج منه- فتحشر الناس وتسوقهم وتتركهم لا يفوتها هارب، ولا يدركها طالب، وتأتي به وتضع في جبينه ذلك الأمر، ونعوذ بالله من أن يكتب في جبين أحدنا كافر.