للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم استقدام الخادمة بدون محرم ومعاكستها]

السؤال

ما رأيك في من يترك زوجته ويتجه إلى معاكسة الشغالة، وزوجته تعرف ذلك وتتجاهله؟

الجواب

أولاًَ: لا يوجد أحد يأتي بشغالة إلا من أجل امرأته؛ لأن المرأة هي التي تطلب الشغالة، فإذا جاءت بالشغالة، ثم توجه الرجل إلى الشغالة وتركها، فعلى نفسها جنت براقش، هي التي تستحق، من قال لها أن تأتي بشغالة؟! أصبحت دَغَّالة لم تعد شغالة، ولهذا ننصح بأن لا يأتي أحدٌ بشغالة بأي حال من الأحوال، ويحاول أن يحرص ألا يأتي بها، لماذا؟ لأنها امرأة أجنبية في بيتك فلا بد أن يجرك الشيطان إليها، لاسيما مع ضعف إيماننا، وقلة ديننا ضع النار بجانب البارود وقل: لا تشتعل.

لا بد أن تشعل النار البارود، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تركتُ على أمتي فتنة أضر من النساء على الرجال، ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).

لكن قد يضطر الإنسان إليها اضطراراً، فإذا اضطُرَّ إليها اضطراراً فبالقواعد الشرعية، متى الضرورة؟ كأن تكون زوجتك معلِّمة، وعندها أطفال، ولا يمكن أن تدع أطفالك في البيت بدون أحد، وليس لك أقارب تضع أطفالك معهم، ولا يمكن أن تأخذ أولادها هي إلى المدرسة تدرِّس بهم، هل تضيِّع أولادك؟! لا، هل تفصل زوجتك من العمل التعليمي، وتجلس في البيت تربي أولادك، وتترك تربية أهل المسلمين؟! لا، هذه نظرة قاصرة؛ لأن زوجتك الصالحة إذا جلست في البيت، وأنت الصالح جلست في البيت، وأولادنا نوصلهم ليدرسوا، فمن يبقى في المدارس؟ يبقى الفاسدات، إذاً كأننا نقدم بناتنا وفلذات أكبادنا للسوء في المدارس، ونقعد زوجاتنا عن العمل العام الذي فيه تصحيح، وتربية، ودعوة، فيقعدن يربين، بدل أن تربي زوجتك الصالحة ثلاثمائة طالبة، تربي ثلاثة أطفال.

ماذا نصنع؟! الجواب: نرتكب أقلَّ الضررين؛ نحن بين مفسدتين، نأخذ أقلها، ما هي الأقل؟ نأتي بشغالة؛ لكن بشروط شرعية: أولاً: أن تكون مسلمة: فلا تأتي بكافرة، يحرم عليك أن تأتي بكافرة؛ لأنها تربي ولدك على الكفر، وهناك طفل في الرياض عندما جاءوا به في سنة أولى ابتدائي، في أول مواد الدرس: قال الأستاذ: لا إله إلا الله.

قال: لا.

يا أستاذ، الله ثالث ثلاثة.

فلما رجعوا، وجدوا النصرانية الخادمة قد علَّمته أن الآلهة ثلاثة.

وطفل آخر يصيح حتى مات، ثم اكتشفوا، وإذا في رأسه دبُّوس، غرزته الشغالة في رأسه حتى مات.

وطفل ثانٍ وجدوا أن الشغالة عندما تكون أمه في المدرسة وهي في البيت إذا بكى أعطته إصبع رجلها الكبيرة ليرضع، طول اليوم يرضع إصبع رجلها.

وأخرى تضع بولها على السلطة في الغداء (خَل) ويستحق هذا من يأتي بالكافرة، وما أدراك أنها وضعت ليمون أو بولاً؟! وهي كلها أملاح ومواد حامضة، هل أنت جالس في المطبخ؟! الشغالة في المطبخ وأنت في العمل، وصنعت هي السلطة ووضعت عليها فنجان بول، وجاء ذاك ليأكل، ويتأدم ببول الكافرة.

لا تأتي بكافرة، وإذا كانت عندك كافرة فاعمل لها خروجاً بلا عودة الآن، لا تمسي الكافرة في بيتك.

هذه أولاً؛ أن تكون مسلمة.

ثانياً: أن يكون معها زوجها؛ لكي تأتي بمحرم إذا قدرت، ليكون هو سائق للأسرة والبيت، وهي زوجته، فتضمن أن زوجته معه، لا تنظر إليك، ولا تنظر إليها أنت.

ثالثاً: أن تكون كبيرة السن: فلا تأتي بواحدة في العشرين أو الخامسة عشرة، بعضهم يذهب إلى هناك، كأنه يريد أن يتزوج، ويستعرضها وينظر، ويأخذ واحدة عبارة عن وجه، ما هذا؟! هذه خادمة؟! هذه ليست بخادمة، بل نأخذ واحدة كبيرة السن.

رابعاً: أن تكون غير ملفتة للنظر: شوهاء، إذا نظرتَ إليها صُدَّ عنها، أما أن تأتي بواحدة أجمل من زوجتك! هناك خادمات أجمل من الزوجات، وهنا تقول المرأة: ما رأيكم، والزوجة تعرف، ما شاء الله! أتعرف الزوجة؟! إذاً كيف ترضين بها أن تقعد في بيتك؟! لا حول ولا قوة إلا بالله.

خامساً: أن تفرض عليها الحجاب: تلزمها بالحجاب، وأن لا تكشف عليك.

الشرط السادس: أن لا تخلو بها: زوجتك في العمل، وأنت في العمل، لا تذهب إلى البيت وتدخل البيت وهي موجودة لوحدها، ولو كنتَ مثل ثابت البناني في العبادة، لماذا؟ (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) وتصور! لو كان قلبك نظيفاًَ هل يكون قلبها نظيف؟! ولو كان قلبها نظيف هل يكون قلب الثالث الذي بينكما -وهو الشيطان- نظيف؟! فلا تخلو.

إذا جئت والمرأة ليست في البيت، فاجلس في الخارج في الشارع، أو اذهب إلى المسجد، أو اجلس في السيارة إلى أن تأتي زوجتك، ولا تتساهل في هذه القضية؛ لأنك قد يجرك الشيطان إلى الثقة في نفسك، ثم تسقط لحظة، فتنظر، ثم تسقط الثانية، ثم يسحبك إبليس على أنفك إلى أن يوصلك النار، وهي بدأت بخطوة، كن حذراً جداً في هذه الجوانب.

ونقول لأختنا هذه: إن كنتِ لستِ موظفة وما عندك أطفال، فلا داعي للشغالة؛ لأن بعض النساء ليست موظفة، ولا عندها أطفال، ولكن تقول: ليس عندي شغالة، وكل النساء معهن شغالات.

لماذا الشغالة؟ قالت: لكي ترد على التليفون، وتأخذ الحقيبة لي وأنا ماشية.

عجيب! أصبحت المسألة مظهراً من مظاهر (الفخفخة) فيعاقبها الله ويضع لها شغالة تغير قلب زوجها، وتتمنى أنها ما عرفت الشغالات.

اشتغلي أنتِ في بيتكِ، إن مسئولية المرأة في بيتها كبيرة، وما أصيب النساء بالأمراض وبالسكر وبالترهل في الجسم وبالسمنة وبالأمراض -والعياذ بالله- إلا بسبب عدم القيام بواجبات المنزل، المرأة إذا قامت في منزلها، وقامت تشتغل من الصباح كالغزال، تكنس وتطبخ وتغسل هذه حركة رياضية، تجد بطنها لاصقة في ظهرها، وليس عندها مرض، لكن إذا رقدت من الصباح إلى الظهر، وقامت ووجهها مثل أنفها، مثل الكرة، لا تدري أين رأسها من عَفاسها، وسمنت، وسمنت ثم جاءها السكر، أو جلطة، أو سمنة، أو سكتة، بأسباب ماذا؟! لأنها نائمة، لماذا إذاً؟! قومي أنتِ بالخدمة في بيتِك، ألست تشعرين بأن خدمتك لزوجك شرف وعبادة تتقربين بها إلى الله؟! خدمتك لأولادك وغسيلك لهم خدمة تتشرفين بها وتمارسينها بلذة من خدمكِ أنتِ؟ يوم أن كنتِ صغيرة عند أمكِ، متى جاءونا بفكرة الخدامات هؤلاء يا إخواني؟! والله ما أحدٌ عرفها إلا قريباً، وإلا فكل واحدة تخدم وتغسل وترى النساء الأُوْلَيات ما شاء الله مثل الغزال، تكنس وتطبخ وتغسل وترضع، حتى إن بعضهن تتجاوز مهامها خارج البيت، تجدها تحطب وتأتي بالغنم وما شاء الله، لا تمرض، وتحبل سنة وترضع سنة، أما الآن من يوم أن ينزل الولد من بطنها وإذا الحليب قد جف من ثديها.

ماذا بكِ؟! قالت: والله لا أريد الحليب.

لماذا؟! قالت: من أجل الرشاقة.

فيبتليها الله بسرطان الثدي، سرطان الثدي هذا مرض يصيب المرأة التي لا ترضع أولادها؛ لأن الحليب هذا ينحبس فيها، ويصير فيه بلاء، ويتكون إلى سرطان، ولهذا نسبة علمية تقول: إن أكثر شيء هو في اللاتي لا يرضعن أولادهن، فبدل أن تريد الرشاقة إذا بها لم يعد لديها أثداء، قد قُطِع، لماذا؟ لأنها ليست هي التي تشتغل في بيتها.