للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صور ومظاهر سوء الخلق]

ما هو سوء الخلق؟ وما صوره؟ وما مظاهره؟ وسوف نعرض إن شاء الله بشيء من التفصيل, ونضع النقاط على الحروف, ونشخص هذا المرض ليعرف كلاً منا هل هو حسن الخلق أم سيئ الخلق؟ طبعاً أنت أعرف بنفسك وليس هناك أحد أعرف منك بنفسك، يقول الله تعالى: {بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة:١٤] لو العالم كله يعرفك بخلق وأنت تعرف نفسك بغيره فأنت على الذي ما في نفسك، أحياناً يتظاهر الإنسان ويبدي للناس دائماً الشكل الجميل الجذاب الطيب, لكن يخالفه, فيغالط نفسه، فهو يعرف نفسه حتى لو مدحه الناس, فأنت الآن أمام هذه الصور وأمام هذه المظاهر التي سوف أذكرها كعلامات على سوء الخلق طبقها على نفسك, فإن توفرت فيك هي أو أكثرها أو بعضها أو واحدة منها فلتعلم أن فيك من سوء الخلق بقدر ما فيك من هذه الصفات, وإن كان الله عز وجل عافاك وسلمك وليس فيك من هذه الصور كلها فلتحمد الله، فإن حسن الخلق من أعظم ما يمنّ الله سبحانه وتعالى على عبده المسلم, (إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم) قسمة الأخلاق مثل قسمة الأرزاق, شخص مليونير وآخر صفر في المال, وكذلك شخص مليونير أخلاق, وآخر ما عنده أي صفة أخلاق، سيئ خلق في كل شيء والعياذ بالله, فماذا تصنع إن كانت الأخرى؟ عليك أن تنتبه للعلاج وتتلافى الأسباب حتى ترزق وتوهب من قبل الله سبحانه وتعالى خلقاً تسعد به في الدنيا وتسعد به يوم تلقى الله سبحانه وتعالى.