للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطورة التهاون في صلاة الفجر مع الجماعة]

السؤال

لدي مشكلة هي أنني لا أصلي صلاة الفجر في المسجد؛ لأني نائم?

الجواب

ما رأيك يا نائم لو صدر الأمر أن الدوام الساعة الخامسة، والله تقوم، لو عندك رحلة سفر إلى خارج أو داخل المملكة وقالوا: الرحلة الساعة الرابعة صباحاً تقوم ولا تنام؟ ولا تقول لهم: يا جماعة أخروا الطائرة إلى الساعة السابعة؛ لأني أريد أن أنام؟ يقولون: يا مجنون نؤخر الطائرة من أجل خاطرك.

فهذه صلاة الفجر تؤخرها وتضيعها وهي عنوان الإيمان وهي دليل الإيمان: (أثقل الصلوات على المنافقين العشاء والفجر) والحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم، وهذا والله مقياس ضعه في قلبك واعرف أين أنت، فإن كنت من أهل الفجر فاعلم أنك مؤمن، وإن كنت من أهل النوم فاعلم أن فيك نفاقاً والعياذ بالله.

أما كونك تصلي في البيت، فهذا للعلماء كلام فيه حول صحة صلاة من يصلي في بيته، فمنهم من يقول بأنها صحيحة مع العقاب والإثم إذ أنه ترك واجباً وهو صلاة الجماعة، ومنهم من يجعل حضور الجماعة شرطاً في صحة الصلاة بحيث يقول: إنها لا تقبل، وفي الحديث: (من سمع حي على الصلاة، ثم لم يمنعه من اتباعها عذر، لم تقبل منه الصلاة التي صلاها) وهذا موضوع خلاف بين أهل العلم.

ولكن نقول لك: اتق الله في نفسك، وما دمت تصلي الأربع الصلوات، إلا هذه الأخيرة والمهمة فاضبط نفسك، ووقَّت الساعة قبل أن تنام، ونم وأنت تقرأ القرآن، ونم مبكراً، ولا تنم على مسلسل، ولا على فيديو، ولا على مسرحية، ولا على قصة داعرة، ولكن نم على الذكر والقرآن واطلب من الله تعالى أن يوقظك لصلاة الفجر، ونبه على زوجتك إن كنت متزوجاً ونبه على أهلك إن لم تكن متزوجاً، وقل لهم: والله إن لم توقظني لصلاة الفجر فلا أذهب إلى المدرسة، وانظر والله سيوقظونك من أجل الذهاب إلى المدرسة، من أجل أن تأخذ الشهادة، لكن بعض الشباب إذا أيقظه أهله قال: أزعجتمونا.

أزعجوك! هذا النوم راحة لك يا عدو الله، فلا حول ولا قوة إلا بالله، نعوذ بالله من غضب الله.