للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم زواج المسيار]

السؤال

هل زواج المسيار زواج شرعي؟ وكيف يتم وأين؟

الجواب

هذه الأسماء لا اعتبار لها، وإنما الاعتبار بالشروط الشرعية والتي إذا توفرت في الزواج فهو شرعي.

- أولاً: أركان النكاح أربعة: - أولاً: الزوجين الخاليين من الموانع: زوج خالٍ من الموانع يعني: ما عنده أربع نساء، يأتي يتزوج نقول له: حرام ما يجوز.

وزوجه خالية من الموانع، أي: ليست متزوجة.

وزوجين ليس بينهما صلة؛ فليست أخته أو أمه أو خالته أو عمته، وهذا أول شيء.

- ثانياً: الولي، إذ لا نكاح إلا بولي، والذي يكون بغير ولي هو الزنا، فما هو الفرق بين الزواج وبين الزنا من حيث العملية الجنسية؟ لا شيء، ولكن الزواج يكون بولي، والزنا يكون بغيبة الولي، والمرأة تزوج نفسها.

فهذا هو الفرق، فلا نكاح إلا بولي.

- ثالثاً: الشاهدان، فلابد من الشهود، فإذا حصل نكاح من غير شهود بطل ركن من أركان النكاح.

- رابعاً: الصيغة، وهي الإيجاب والقبول، فالإيجاب من الولي والقبول من المتزوج، يقول الولي: زوجتك ابنتي فلانة بنت فلان، وذاك يقول: قبلت النكاح من ابنتك فلانة بنت فلان، وتم النكاح وصار شرعياً.

ثانياً: يبقى بعد ذلك السنن، وهي: أن يعلن النكاح ويولم له، فإذا وجدت هذه الأربع فهو زواج شرعي.

ثالثاً: يبقى أمر آخر وهو: إذا كانت الزوجة ليست من بلدك أي: ليست من جنسيتك التي تنتمي إليها، فيلزمك أن تستأذن، وهذا الإذن مأمور به في الشرع، لماذا؟ لأن مصادر التشريع عندنا أربعة: الكتاب والسنة، والإجماع والقياس، والاستصحاب والمصالح المرسلة، وشرع من قبلنا شرع لنا على خلاف بين أهل العلم.

والمصالح المرسلة هي التي أرسل الشرع أمرها وجعلها في يد ولي الأمر بحيث يسمح بها أو لا يسمح بها، فإذا حددها أصبحت شرعاً، مثل إشارة المرور، فليس في دين الله إذا رأى إشارة حمراء يقف، لكن ولي الأمر رأى أن من تنظيم ومصلحة المسلمين أنه توزع فرص السير على الناس، بحيث إن الذي يأتي من هنا يمشي دقيقة، والذي يأتي من هناك يمشي، ويقف هذا دقيقة، يعني نوع من العدل.

فلولا ذلك لحصلت الكثير من الحوادث والخصومات، فجاء ولي الأمر وحدد ذلك، فصارت فرص السير منظمة ودقيقة، فإذا قطعت الإشارة فمعناه أنك خالفت الأمر، ووقعت في معصية، فليست مخالفة مرورية، بل.

مخالفة شرعية؛ لأنه يترتب على قطع الإشارة إزهاق روح، وإفساد مال.

كذلك إذا سن ولي الأمر نظاماً وقال: إذا أردت أن تتزوج بامرأة غير سعودية فاطلب إذناً، لماذا؟ للمصلحة، ما هي المصلحة؟ المصلحة واضحة إذ أنه قبل هذا المنع أصبح السعوديون يقبلون على الزواج، فما رأيكم من سيتزوج بالبنات السعوديات؟ وماذا يحصل من الفساد الذي لا يعلمه إلا الله، فإذا أعرض الشباب عن الزواج من بنات البلد، وبقي البنات بدون زواج؛ فسيفتح باب الحرام.

لذلك جاء ولي الأمر وقال: أهل البلد يتزوجون من البلد نفسه، فهذه مصلحة، فإن قال أحد: هذا حرام، وهذا تحريم لما أحل الله.

نقول: هذا من فقهك الأعوج، فأنت لا تنظر إلا بعين عوراء، فالعين الواضحة تنظر لمصلحة الأمة، ومصلحة الأمة في أن نقصر شبابنا على الزواج من بناتنا، وهناك حالات استثنائية تسمح بها السلطات، فحين تتقدم وتقول: أنا رجل ما وجدت لي زوجة، وما عندي مال، وأنا رجل كبير في السن، فلم أجد من تقبل بي، فهناك إذا اقتنعوا بظروفك فإنهم يعطونك الإذن بالزواج من الخارج، فهذا مطلوب أيضاً.

بقية الأسئلة -أيها الإخوة- جديرة بالإجابة لكن الوقت ضيق والشيخ خالد يخبرني أن في هذا المسجد درس بعد العشاء من كل يوم إثنين لفضيلة الشيخ سعيد الدعجاني حفظه الله وبارك فيه، فأنا أحيل هذه الأسئلة إليه، وأطلب من أصحابها ومنكم جميعاً أن تحضروا عند فضيلته، وهي ساعة بعد العشاء تسمعون فيها ذكر الله عز وجل، وتلين قلوبكم، وتتفقهون في أمور دينكم.

أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه والله أعلم.