للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تفضيل الكافر على المسلم]

السؤال

بعض ممن يأتون من أمريكا ومن دول الغرب نجدهم يمدحون أهل الغرب في صفاتهم مثل الصدق والأمانة وغير ذلك، ويذمون أهل الإسلام؛ لأنهم في نظرهم يكذبون وغير مؤتمنين، فنرجو من فضيلة الشيخ توضيح ذلك وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

كثير من الشباب عندما يذهب إلى أمريكا أو بريطانيا يأتي ويقول: إن هناك حياة، رأيت الإسلام ولم أجد المسلمين، قال: يصدقون في المواعيد، هو يصدق من أجل عائد نفعي، جربوا الصدق في حياتهم أنه ضبط لأمورهم فصدقوا، لكن هل يصدقون طاعة لله ورسوله؟ لا.

هؤلاء الذين في الغرب، هم أكذب ناس في هذه الأرض، فلا ينبغي أن نقول: إنهم أهدى من الذين آمنوا سبيلا، لا والله، يكذبون على الله أعظم كذبة يقولون: إن المسيح ابن الله، ويكذبون على الله عز وجل في أن يجعلوا معه آلهة، يكذبون بتكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم إذا صدقوا في معاملتهم أو أمورهم الخاصة نقول لهم: أنتم صادقون، لا.

قال الله عز وجل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} [البقرة:١١٣] كلهم لا هؤلاء على شيء ولا هؤلاء على شيء، فهم كاذبون ولا ينبغي أن ننقل أخلاقياتهم إلينا، بل إذا أردنا أن نسير على أرفع الأخلاقيات، فلنأخذها من هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري وصحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق) هذا الكلام لا تأخذه من أمريكا خذه من كلام محمد بن عبد الله (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا) إذا كتبك الله صديقاً كنت {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} [النساء:٦٩] (وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) فنأخذ هذا من هذه الأحاديث، فإذا صدقنا صدقنا طاعة لله، أما أن نصدق من أجل أن نتشبه بالغرب في أخلاقياتهم الهابطة، فلا وألف لا، نحن أمة استقلالية رائدة، لسنا أمة ذيلية متبعة للشعوب، لا.

نحن للرأس، والغرب والناس كلهم وراءنا، لماذا؟ لأننا أمة شعارنا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، كتابنا أفضل كتاب، ورسولنا أفضل الرسل، وديننا خاتم الرسالات والأديان، الناس كلهم لنا تبع، أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة نبينا صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فنحن الآخرون لكننا يوم القيامة الأولون، نسأل الله من فضله.