للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مجاهدة النفس والشيطان في ترك المعاصي]

السؤال

ليتك تعيد الكرة بعد الأخرى حتى تنير الطريق لنا ولغيرنا من الشباب، وأنا شاب أحب الخير والمحاضرات لكنني مبتلى ببعض المعاصي وأريد أن أتوب، وكلما أردت أن أترك بعض المعاصي غلبني الشيطان عليها؟

الجواب

أولاً جزاك الله خيراً بدعوتك لي في أن أعيد الكرة بعد الكرة، وإن شاء الله كلما أجد فرصة فسآتي بإذن الله.

وكونك شاب تحب الخير والمحاضرات هذا طيب، وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنك ويثبتنا وإياك على الإيمان.

أما حبك للمعاصي وعدم تركك لها فهذه صفة نقص فيك فعليك أن تجاهد نفسك؛ لأن من الشباب من يريد أن يترك المعاصي دون أن يبذل جهداً، لا يمكن، فالمعاصي محببة إلى النفس، وما لم يكن لديك رصيد قوي من الإيمان والجهاد وإلا لا تنفع، والله يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:٦٩] تحتاج إلى إيمان قوي؛ لأن الشهوة غالبة، والنزوة مسيطرة، والنفوس ضعيفة، والشيطان والهوى غلاب، فإذا ما عندك إيمان قوي ينزعك بقوة وإلا سوف تهلك يا أخي! فما ينفعك حبك للمحاضرات وحبك للخير وأنت لا تعمل الصالحات؟ هذا حب صوري، الحب الحقيقي هو الذي ينتج منه التوبة من الذنوب والمعاصي، ولهذا جاء في الحديث: (اتق المحارم تكن أعبد الناس) ليس العابد الذي يصلي، الأعبد منه هو الذي يتقي المحارم، أما الاستمرار على المعاصي، وكلما رأيت معصية وقعت فيها، ولا يعني هذا أنك سوف تكون معصوماً، لا.

المعصية تقع والعبد خطاء، لكن المعصية في حياة المؤمن عارضة، وفي حياة العاصي والمنافق والفاسق لازمة، فإذا مرت عليك معصية عارضة تب إلى الله طيب، أما كل يوم وعلى رأسك المعاصي وتقول: أحب المحاضرات، ما الفائدة من حب المحاضرات ما دمت لا تعمل الصالحات؟ فاتق الله يا أخي! وجاهد نفسك، وأسأل الله أن يعينك وأن يتوب علي وعليك وعلى جميع المسلمين.