للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقياس النجاح في الدنيا للصالح والفاسق]

السؤال

أنصح أخي وأقول له: اتق الله يا أخي؛ يعلمك ويفتح عليك، ويوفقك في دراستك، فيجيب: إن ابن جيراننا لا يستغني عن النظر إلى الفيديو، وهو بعيد عن الدين؛ لكنه موفق في دراسته، فما ردكم على ذلك؟

الجواب

التوفيق في الدراسة إذا كان للمؤمن فهو كرامة من الله له، وحسنة عاجلة يعجلها الله له، وثواب مقدم، أما إذا كان التوفيق في الدراسة للفاجر والفاسق فهو استدراج من الله له، كأن يوفق في دراسته، أو وظيفته أو ماله، ليس معنى أن الغربيين والكفار وفقوا في البحوث والاكتشافات العلمية أن الله راضٍ عنهم لا.

فالله يقول: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ} [هود:١٥] {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:١٦] فهذا ابن الجيران الذي يسمر إلى آخر الليل على الفيديو والمسلسلات والقاذورات لا يتقي الله، ولكنه يذاكر دروسه ومجتهد، وطبيعي إذا ذاكر الإنسان دروسه واجتهد وجد فإنه سوف يحصل على نصيب اجتهاده ولو كان كافراً أو فاسقاً، أما أنت يا مؤمن إذا تركت المعاصي واجتهدت في دين الله ووجدت ثواب اجتهادك في دين الله عز وجل فإنه توفيق من الله في الدنيا ورضى منه في الآخرة، أما ذاك فيجد توفيقاً من الله في الدنيا فقط، لأنه اجتهد ولكن ليس له في الآخرة نصيب: {وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:١٦] فلا يعني أن ذاك لما كان على الفيديو والمنكرات سامراً أنه موفق، وأن الفيديو هو الذي وفقه، لا.

بل الذي يوفق هو الله، فهو موفق في دراسته لأنه يذاكر ويجتهد، فيمكن أنه يسمر في الليالي ولكن يذاكر، أو عنده نسبة ذكاء تمكنه من استدراك ما فاته، ولكن لو ترك الفيديو لكان أكثر توفيقاً.