للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سبب عودة المهاجرين إلى مكة]

وعرفت هذه الهجرة في التاريخ الإسلامي بالهجرة الأولى إلى الحبشة، طبعاً لم يمكث هؤلاء إلا قليلاً، واستقبلهم النجاشي وآواهم وأكرمهم، وما أرسلت قريش في تبعهم بشيء، لكنها أرسلت في الهجرة الثانية الكبيرة التي كان فيها عدد كبير حول المائة وسوف يأتي تفصليهم إن شاء الله، لكن في هذه المرة جلس الصحابة المهاجرون فترة بسيطة، من السابع من شهر رجب إلى شهر شوال فقط؛ رجب وشعبان ورمضان وشوال، أربعة أشهر.

ثم عادوا، ورجعوا من الحبشة إلى مكة، ولماذا عادوا؟ لأن هناك شائعات وأخبار بلغتهم أن أهل مكة قد أسلموا، والأخبار كانت تنقل آنذاك بطرق ووسائل بدائية من الصعب التثبت منها؛ جاءتهم إشاعة وهم في الحبشة أن مكة قد دخلت في دين الله، فقالوا: ما دام قد أسلم أهل مكة فلماذا نبقى هنا؟ نرجع إلى أهلنا وديارنا، فرجعوا ولما اقتربوا من مكة علموا أن الذي بلغهم من الخبر ليس إلا إشاعة، وعرفوا أن نار العداوة لا زالت مستعرة في قلوب الكفار، فرجع بعضهم إلى الحبشة وبعضهم دخل مستخفياً، وبعضهم دخل في جوار رجل من قريش -في جوار رجل، أي: في وجه رجل- وإذا أجار رجل رجلاً آخر فلا أحد يستطيع أن يصل إليه، خصوصاً إذا كان المجير هذا شخصية اعتبارية لها مكانتها الكبيرة في المجتمع.