للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الدعاء على الولد]

السؤال

عندي زوجة -والعياذ بالله- تدعو على الأولاد ليلاً ونهاراً، ولو يفعل الأطفال شيئاً فإنها تبادرهم بالدعاء أو السب والشتم، حتى إن بعض الأطفال بدأ يقلدها بالدعاء، يقول: ما حكم هذا الدعاء؟ وهل هو مستجاب؟ وما نصيحتكم لهذه الزوجة، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب

هذا خطأ من الأخطاء الشائعة عند بعض النساء، وعند بعض الرجال أن يدعو الرجل أو تدعو المرأة على ولدها أو على زوجها أو على بنتها لخطأ حدث أو لمشكلة وقعت، هذه المخالفة مخالفة شرعية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر عن هذا في الحديث الصحيح قال: (لا يدعو أحدكم على أهلٍ ولا مالٍ ولا ولد، فربما وافقت ساعة استجابة) كونه يمكن أن يستجاب؛ لأنك تدعو، وقد توافق ساعة إجابة، والمرأة وهي تدعو على ولدها ليست صادقة، فبعض النساء تقول: الله يهلكك، وهي لو تدخل شوكة في رجله تتمنى أنها في وجهها، لكن الحمق والغضب يجعلها تقول مثل هذه الألفاظ: (الله يهلكك)، (الله يكسرك)، هذا كله لا يجوز، بل قولي بدل (الله يهلكك) (الله يهديك)، وبدل (الله يكسرك) (الله يصلحك)، لكن بعضهن ما يسكن قلبها إلا بالدعوة القبيحة تقول: لو قلت الله يصلحك ما سكن قلبي.

كانت هناك امرأة ولدها يؤذيها في الحوش وهو يقول: سوف أذهب، تقول: لا.

لا تذهب، قال: أذهب، قالت: (الله يجعلها في وجهك)، فخرج من باب البيت ويريد البقالة أمامها ومع مجيء سيارة بسرعة قطعته تقطيعاً، تقول: من حين أن سمعت صرير إطار السيارة عرفت أن الله استجاب دعوتي، وأن الله جعلها في وجهه ومات، تقول: أنا التي قتلت ولدي ليس هو الذي قتل نفسه، فقد استجاب الله دعوتها، وهذه المسكينة الآن تعيش حياة بأمراض نفسية، وقد جلست فترة طويلة في المستشفى، والآن بعد سنوات لا تزال تعيش آلام هذه الكارثة لأسباب الحمق، فلا يجوز ولا ينبغي الدعاء على الأولاد.

ونحن ننصح هذه المرأة أن تتوب إلى الله، وألا تدعو على أحدٍ من أولادها وألا تدعو على زوجها، بل تدعو لهم فغيري الكلمة القبيحة بالكلمة الجيدة، (الله يهديك)، (الله يصلحك)، (الله يوفقك)، وتعود الإنسان على هذا يجعله إن شاء الله يستمر عليه.