للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قسوة القلب]

رابعاً: قسوة القلب.

يصير القلب مثل الحجر، يقول الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:٢١] لكن قليل الدين العاصي الفاجر يقرأ القرآن وكأنه يضرب به في الجبال، لا يخشع ولا يتصدع ولا يخضع ولا يلين قلبه، بل يسمعه ويعرض عنه، قسوة في قلبه، يقول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة:٧٤] لكن قلوبهم أشد من الحجارة، بل هي أشد قسوة، فقسوة القلب من أين تأتي؟ من ثمرة الذنوب والمعاصي، فمن علامات الشقاء: قسوة القلب، وإذا بالعين متحجرة فلا يمكن أن تقطر دمعة، والقلب قاس لا يمكن أن يتحرك حركة، مثل (الأمبير) الذي يعتبر مقياس الهواء أو الكهرباء إذا كان عاطلاً لا يتحرك، ضعه في الهواء وهو عاطل يعطيك نتيجة خاطئة، لكن عندما يكون صالحاً أقل اهتزاز يعطيك إشارة.