للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من تحكيم أمر الله: منع الفرج عن الحرام]

بعض كبار السن يأتي الشيطان ليقبله في جبينه، ويقول: فديت وجهاً لا يفلح أبداً، شيخ كبير في السن ويقطع تذكرة ويخرج خارج المملكة ويترك زوجته وأولاده ويذهب إلى بانكوك وغيرها من الدول من أجل أن يأتي من هناك بنمرة واستمارة على جهنم والعياذ بالله! قد توج نفسه بغضب الله ولعنته وسخطه في الدنيا الآخرة، الزنا موبقة، الزنا مهلكة -والعياذ بالله- اتق الله يا عبد الله! اتق الله في فرجك، فلا تزن به، ولا تمارس به جريمة أخرى أعظم من الزنا وهي جريمة اللواط التي يقول الله فيها: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:٨٠] لا يوجد أحد يعملها حتى الحمير والكلاب والقردة والخنازير لا تفعلها، ما رأينا في حياتنا كلباً يركب كلباً، ولا حماراً يركب حماراً، ولا قرداً يركب قرداً، إنما تمارس هذه الأشياء في الذكور والإناث أما الحيوانات البشرية إذا تمردت على الله، وتحكم فيها الشيطان رأينا من يفعل هذا -والعياذ بالله- ولهذا عاقب الله أمة عملت هذا العمل بأن أرسل عليهم الملائكة، فغرس جبريل جناحه حتى بلغت تخوم الأرض، ثم قلب الأرض كلها، أربع مدن، وكل مدينة فيها (مائة ألف نسمة) بجبالهم وأشجارهم وبيوتهم ودوابهم حتى سمعت الملائكة في السماء عواء كلابهم ومواء قططهم، قال الله: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [الحجر:٧٤] {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود:٨٢ - ٨٣].

كذلك شهوة الفرج يقحمك الشيطان في جريمة أخرى وهي جريمة العادة السرية المسماة عند الناس بهذا الاسم، واسمها في الشرع باسم: نكاح اليد، ونكاح اليد محرم؛ لأن الله عز وجل يقول: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون:٥ - ٦] أي: الأمة المملوكة {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:٦ - ٧] وفي الحديث في الصحيحين يقول عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للطرف وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) ولم يقل: فعليه بيده، يقول بعض أهل العلم: إن نكاح اليد والعادة السرية أشد حرمة من الزنا واللواط؛ لأن الزنا واللواط قد لا يتيسر للإنسان، أما يده التي يعمل بها فإنها معه في كل وقت، وبعض الناس ما شغلته إلا يده والعياذ بالله، فيعطل حياته ويغضب ربه، خلقك الله إنساناً سوياً فأصبحت كالحيوان البهيمي.

شهوة الفرج شهوة عارمة طاغية، وعليك أن تتقي الله، وأن تعتصم بالله، لا تنظر إلى الحرام، لا تسمع الحرام، لا تقرأ القصص الغرامية، لا تعاكس في الهاتف، لا تجر على نفسك شيئاً يشعل فيك هذه الشهوة، بل اقرأ كلام الله وسنة رسول الله، قم في الليل وصل، اذكر الله، اعتصم بالله: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران:١٠١].