للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اختيار الاسم الحسن للأبناء]

إذا رزقك الله سبحانه وتعالى ولداً أو بنتاً فإنه يستحب للوالد أن يختار لابنه اسماً حسناً، حتى لا يعير بالاسم السيئ، ابحث لولدك أو بنتك عن اسم جيد مثل العرب؛ العرب كانوا يسمون أولادهم أسماء ضخمة، كصخر، وطلحة، وفهد، ونمر، وليث، وسبع، وحنظلة أي: الأسد.

لأن الاسم له دلالة على المسمى، فسم ابنك اسماً طيباً، وأحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، أو غيرهما من العبودية، عبد العزيز، عبد الخالق، عبد اللطيف، عبد الوهاب، عبد الكريم، عبد الرزاق، أي: اسم تُعبِّد فيه ولدك للرحمن سبحانه وتعالى، وإذا عبدته لله، عبد الله أو عبد الرحمن فهذا أفضل، وإن لم يكن فمن أسماء الأنبياء: محمد، إبراهيم، نوح، موسى، عيسى، إسحاق، آدم، أي اسم.

وإن لم يكن فمن أسماء الصحابة: عمار، مصعب، خالد، صهيب أي اسم من أسماء الصحابة، إذا ذكر اسمه ارتفع رأسك، وحذار من الأسماء التي فيها أنوثة ورخاوة، فإنها تبعث على الرخاوة، لا تجعل لولدك إلا اسماً قوياً.

أحد الأعراب كان في البادية يمشي على حصانه، فرأى في وسط الصحراء بيتاً بدوياً، فمر بالبيت ونادى من على الباب، فخرجت عليه تلك المرأة الجميلة، فأغواه الشيطان ودخل عليها وكأنه راودها، قالت: انتظر، وخرجت فوق مرتفع تنادي، قالت: يا ليث! يا فهد! يا نمر! يا ذئب! يقول: وما أكملت الكلام إلا وأربعة شباب كل واحد منهم على حصانه مثل الأسود: نعم.

نعم.

نعم.

قالت: هذا ضيفكم غدوه وأحسنوا قراه وإذا بهم عيال هذه المرأة، كان كل واحد في عمل.

ولكن عندما سمعوا نداء أمهم جاءوا، فذبحوا له وغدوه ومشى، وحين خرج من عندهم قال: والله ما أظن هذا الوادي إلا وادي السباع، يقول: هذا الوادي ليس فيه ناس وإنما فيه سباع؛ وهم الرجال الذين قابلوه، وهذا شأن العرب فقد كانوا يسمون الأسماء القوية، وكانوا يسمون الأسماء التي فيها الحنان للموالي والعبيد عندهم، يسمونهم: مبروك، مبخوت، يقولون: إذا سمينا أولادنا قسونا، وإذا سمينا موالينا ترققنا؛ لأنه للخدمة، فكيف بمن يسمي أولاده في هذا الزمان بأسماء مثل: سوسو، نونو، حوحو، حلال، دلال، طلال ما شاء الله، كيف سيكون هذا الولد إذا كان اسمه مثل اسم الجن والعياذ بالله؟ ويحرم تسمية الإنسان باسمٍ معبد لغير الله، كمن يسمي عبد الرسول أو عبد النبي، فلا يجوز، فالعبودية لله، كما يحرم التسمية بأسماء النصارى، مثل: بطرس، وجرجس، وديانا، وسوزان، ونارمين، ودارين، وشيرين، وجيهين، وخذ من هذه الأسماء ولا حول ولا قوة إلا بالله! كما يحرم التسمية بأسماء الشيطان، مثل: خنزب، وإبليس، وولهان، ويكره كراهية تسمية البنات بالأسماء التي تثير الشهوة وتشبق بهن؛ لأن الاسم يلفت النظر مثل: عبير وشادية وفاتن كذلك لا ينبغي تسمية الأولاد بأسماء الحيوانات كمن يسمي ولده حنشاً، أو كلباً، أو قطاً، أو قرداً أما من يسمي أولاده بأسماء السباع فلا بأس؛ لأنها فخر أن يقال لك: يا ذئب! أو يا نمر! أو يا فهد! أو يا ليث؛ لأن هذه من الحيوانات الشجاعة المفترسة، أما الحيوانات المبتذلة النجسة كالكلاب والقردة فهذه لا ينبغي التسمية بها.

إذا جاء الولد وسُمي، فإنه يؤذن في أذنه ويقام في الأخرى، ويعق عنه في اليوم السابع، ويحلق رأسه ويتصدق بوزن الشعر ورقاً بما قيمته (٥٠) ريالاً، ثم يعق ويذبح عن الولد شاتان وعن البنت شاة، ويجوز عن الولد شاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين شاةً شاةً.

والعقيقة حكمها حكم الأضحية من جهة شروطها، يجب أن تكون سليمة من العيوب، وتُذبح وتُقسم ثلاثة أقسام: قسمٌ يؤكل، وقسم يهدى، وقسم يتصدق به على الفقراء؛ لأنها عبادة ونسك ولا ينبغي التهاون في ذلك، ثم بعد ذلك إذا بدأ الصغير ينطق فإنه يبدأ بتعليمه لا إله إلا الله؛ لأنه يبدأ الغلام ينطق وعمره سنتان، يقول: ماما، بابا، علمه أن يقول: لا إله إلا الله، الله أكبر، باسم الله، علمه ولو لم يعلم بعد، مرة مرتين ثلاث أربع فما يصير عمره ثلاث سنوات إلا وهو يقول: لا إله إلا الله، لكن بعضهم يعلمه اللعن، والسب وما زال صغيراً، وإذا سب أو لعن قال: هذا صغير هذه جميلة من فمه، إذا قال: منعون يا بابا، يقول: جميل، هذه حلوة، ومنعون تكبر وتصبح ملعوناً إذا كبر الابن، لا فأنت علمه الآداب ولو كان صغيراً.