للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة للعابثين بالممتلكات العامة]

السؤال

تعلمون حفظكم الله أن الحكومة وفقها الله تعالى تنفق الأموال الطائلة على هذه المدينة السكنية وعلى غيرها، وهناك أطفال بل شباب يعبثون بهذه الممتلكات من تكسير للإنارة، وتخريبٍ في دورات المياه التابعة للمساجد والمرافق العامة، وكتابة على الجدران بكلام لا يليق بالمسلم، علماً بأن هؤلاء الشباب من الساكنين في هذه المدينة، فما توجيهكم لآباء هؤلاء الشباب، أفيدونا مأجورين؟

الجواب

من أسوأ ما يمكن -أيها الإخوة- وقوع مثل هذه التصرفات؛ لأنها تدل على تقصير من قبل الآباء في تربية أبنائهم، وعلى انحراف وشذوذ وسوء خلق من قبل الشباب أو الأطفال الذين يمارسون هذا العمل؛ لأن الأموال والمقدرات العامة التي تختص بعموم المسلمين من واجب المسلم أن يحافظ عليها؛ لأن محافظتك عليها محافظة على الحق العام.

ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم إبعاد الأذى عن الطريق صدقة؛ لأن الطريق ملك للجميع، فلا ينبغي لك أن تضع الأذى فيه، أو أن تقصر على نفسك فتترك الأذى فيه، بل احمله وارفعه؛ لأنه من الإيمان، وفي مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ويوجه: (اتقوا اللعانين، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟! قال: التخلي في طريق الناس وظلهم) أي: يذهب -الله يكرمكم- ويقضي حاجته تحت ظل شجرة، والشجرة هذه يجلس الناس تحتها، فيقضي حاجته تحتها، فإذا جاء من يريد أن يجلس، ماذا يصنع؟ يلعن، يقول: الله يلعن من فعل هذا، فالرسول يقول: (اتقوا اللعانين) أي: المكان الذي يؤدي إلى لعنكم، أو الطريق، فيكون الطريق نظيفاً وإذا بك تقع رجلك في النجاسة، فعندما تشعر به تقول: الله يلعن من فعلها، فاتقِ اللعانين.

كذلك لما يأتي طفل صغير طائش ويعمل له من هذه (المناطيب) ويأتي يصيد الإنارة أما يراه الناس؟! بعض الناس يراه، لكن يقول: هذا لا يتعلق بي، هذا حق الحكومة، لا يا أخي الكريم، يجب أن تكون عيناً للدولة على هذه المقدرات؛ أي طفل تراه أمسكه ولا تسلمه إلا للإدارة، دعه يُسجن ويُضرب على يده، ويحمل والده، حتى نحفظ هذا الحق، نحن في نعمة ما فيها أحد يا إخوان! يجب أن نشكر الله عليها، انظروا إلى تحتكم وفوقكم وكل الدنيا، لا يوجد أحد له مثلما أنتم فيه من الأمن بالأوطان، والعافية في الأبدان، والأرزاق، والرواتب والخيرات فنحمد الله عليها يا إخوان! ونسأل الله أن يزيدها ولا ينقصها، ولكن إذا فرطنا فيها وضيعناها وضيعنا أولادنا وكسرنا ممتلكات الحكومة، إلى متى والحكومة تصلح ما تخربه أنت؟ فلا يجوز أيها الإخوة؛ لأن هذا من سوء التربية، والعياذ بالله.