للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعهد الآباء لأبنائهم برفقة من الصالحين]

السؤال

كثير من الآباء هداهم الله لا يبحث لابنه عن صحبة صالحة تعينه على توجيه أبنائه، ويصف أبناءه الذين يذهبون إلى أولئك الصالحين بالتطرف والتشدد، فما توجيهكم لهذا النوع من الآباء هداهم الله؟

الجواب

أولاً: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يظلنا جميعاً في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، بالحب فيه والبغض فيه؛ لأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان.

أما مسألة الرفيق، فإن الرفيق والزميل له تأثيره البالغ على نشأة الولد، وتوجيهاتك أيها الأب للولد خاصة إذا تجاوز الخامسة عشرة والسادسة عشرة تقابل بعدم الرضا والقبول، ويتقبلها الشاب بشيءٍ من عدم الانصياع، ولذا أفضل الأشياء أن تسلط عليه من تثق فيه من الإخوان في الله من الطيبين، تقول: أريد ولدي أن يأتي معكم، اربطوا معه علاقة، فيأتون إليه ويأخذونه، ويذهب معهم، ويجالسهم حتى يتأثر بهم.

لكن الأخ الآن كأنه يشكو من أمر مناقض وهو أن بعض الآباء إذا رأى ولده مع الطيبين يقول: لا تذهب مع فلان وفلان وفلان؛ هؤلاء متشددون، ما معنى متشددون؟ الحمد لله، ما عندنا تشدد، الالتزام والصحوة في بلادنا منضبطة، ما عندنا تطرف ولا انحراف، كل شباب الصحوة والحمد لله ملتزمون بالجادة؛ لأنهم مرتبطون بالعلماء.

وإذا أشكل على الواحد شيء ذهب يسأل، والعلماء عندنا والحمد لله موضع ثقة، نثق في علمائنا ونأخذ ديننا منهم؛ لأنهم مبلغون عن الله، وهم ورثة الأنبياء، وهم موقعون لأحكام الشرع، فالصحوة في بلادنا منضبطة، وليس عندنا غلو ولا تطرف، والحمد لله.

وما قد يظهر من نماذج نادرة لا يعني أنها صفة ظاهرة، وأنها صفة غالبة على شبابنا، فلماذا تحرص على ألا يذهب ولدك مع الطيبين؟ أنت كأنك بهذا تقطع الطريق على ولدك، فلا يذهب مع أهل الخير، إذاً يذهب مع السيئين، وغداً يصبح مع المخدرات، وأنت بنفسك أهلكت نفسك وولدك، فدعه يذهب مع أهل الخير، ولن يجد منهم إلا خيراً بإذن الله.