للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفرق بين امتحان الدنيا والآخرة]

السؤال

يا شيخ: نرجو منك أن تدعو لنا في الاختبارات؟

الجواب

جزاك الله خيراً على اهتمامك بالامتحانات, لكن يجب أن تكون اهتماماتك بالامتحانات الكبرى التي هي أعظم من امتحانات الدنيا, نرى الناس لما آمنوا بامتحانات الدنيا أصبحوا جادين فيها، المرأة والرجل والبنت والولد وكل الناس مهتمون ليتنا نهتم بالآخرة كما نهتم لامتحانات الدنيا.

ثم ما نسبة امتحانات الدنيا إلى امتحانات الآخرة؟ امتحانات الدنيا في بعض فصول الكتب, أما امتحان الآخرة ففي كتاب {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف:٤٩].

امتحان الدنيا زمنه ساعة ونصف أو ساعتين أو ثلاث ساعات بالطويل, أما امتحان الآخرة ففي يوم كان مقداره خمسين ألف سنة, وأنت واقف للحساب.

امتحان الدنيا يشرف عليه ثلة من البشر يرحمون ويخطئون ويصيبون ويغفلون, لكن امتحان الآخرة يشرف عليه {مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:٦].

رئيس اللجنة في الدنيا بشر, لكن الذي يسأل الناس يوم القيامة رب البشر لا تخفى عليه خافية: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:١٨].

ونتيجة امتحان الدنيا نجاح من سنة إلى سنة, أو من مرحلة إلى مرحلة، وإذا لم تنجح فهناك دور ثاني, وإذا ما نجحت في الدور الثاني هناك سنة أخرى, وإذا ما نجحت في السنة الثانية فاترك الدراسة فهناك سبعون مهنة وشغلة, لكن امتحان الآخرة نتيجته واحدة إما الجنة وإما النار, ولا يوجد دور ثاني ولا فرصة ثانية قال تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:١٨٥].

فليكن تركيزك على امتحان الآخرة، ولا مانع من امتحانات الدنيا والتركيز فيها حتى تنجح.

وأسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يوفق جميع الطلاب للنجاح في الدنيا وفي الآخرة.

كما أوصيهم بالابتعاد عن الغش, انتبه (من غشنا فليس منا) طبعاً كل الكلام الذي نقوله للرجال هو موجه للنساء؛ لأن (النساء شقائق الرجال) لا يغش الطالب ولا تغش الطالبة, ولو غفل المراقب فإن الله يراقبك من فوق سبع سماوات, هذه معلومات أعطيت لك من أجل أن تدرسها أيها الطالب وتختبر فيها وتنجح, ولكن إذا ما درستها وأخذتها في ورقة ودخلت تنقلها وأخذت شهادة زور وكذب, فلا يصلح هذا (من غشنا فليس منا) ويقع الغشاش في لعنة الله ورسوله -والعياذ بالله-.