للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصبر على المصائب تنقية وترقية إلى مرتبة الكمال]

بعض الناس يتصور أن البلايا والمصائب -التي تأتي في هذه الدنيا- عبث، وأنها تعذيب، وأنها من الله عز وجل شيء فيه ضرر، لا.

هذه المصائب التي تأتيك في الدنيا عملية تنقية وترقية لك في مجالات الثواب عند الله عز وجل، إذ لا يمكن أن يعطيك الله ثواباً وأنت على النعمة، فالصبر على ماذا؟ على الرز واللحم والعافية؟! لا.

لا بد من شيء تصبر عليه، وتعاني منه، ولهذا الله تبارك وتعالى يقول في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:١ - ٣].

يقول أحد العلماء: إن هذه عجلات أربع لا يسير دين العبد إلا عليها -ما رأينا سيارة تمشي على ثلاثة (إطارات) - وكذلك الدين لا يمشي إلا على أربع عجلات: عجلة الإيمان، وعجلة العمل الصالح، وعجلة التواصي بالحق، وعجلة التواصي بالصبر، وكيف نتواصى بالصبر من غير بلاء؟ لا بد أن يأتيك بلاء ومصيبة، لكي تُمتحن وتعرف هل أنت من أهل الصبر، فيتم لك دينك، وتصبح من أهل الكمال، أم لا، فتسقط والعياذ بالله.