للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة لمن ابتلي بالعادة السرية]

السؤال

لي أربع سنوات في الالتزام، وأنا في حلقة من حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ولكني مبتلى بالعادة السرية، ولا أقدر على تركها إلى الوقت الحالي فما نصيحتكم؟

الجواب

يا أخي الكريم يبدو أنك ضعيف الإرادة وشهواني، ولذا لا بد من مراجعة حسابك مع نفسك، لأن العبد الشهواني لا يصلح أن يكون عبداً لله، العبد الشهواني تغلب عليه نزواته لدرجة أن يكون طالب علم وملتزم ومن أهل القرآن، وبالرغم من هذا يصر على فعل هذه العادة الشيطانية القبيحة المحرمة، والتي صاحبها -والعياذ بالله- ملعون، والتي تأتي يده يوم القيامة حبلى له، كل حيوان منوي يخرج عن طريق الاستمناء باليد -فيما يسمونه بالعادة السرية، وما هي عادة سرية إنما هي عادة شيطانية، ويسمونها في الشرع نكاح اليد والعياذ بالله- ولكن لا يرى آثار هذا الحمل إلا يوم القيامة، وتصور أن شخصاً معه ستمائة ولد يوم القيامة يسحبهم بيده، فهذه مصيبة.

أقول لك: اتقِ الله! اتقِ الله! والرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطاك العلاج حين قال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم) هذا هو الدواء الرباني، لم يقل فعليه بيديه؛ لأن بعض الشباب يقول: أنا لست متزوجاً، وإذا لم يكن عندك زوجة فهل تلجأ إلى الحرام؟ أين أنت من الآية الكريمة؟ {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:٣٣] معناها: أن تكون عفيفاً، وهناك وسائل كثيرة تمنعك من قوة الشهوة: أولاً: لا تكثر من الأكلات التي تزيد في شهوة الرجل، إذ لا تزال شاباً وأنت غير متزوج، وكل من الأطعمة التي ليس فيها ما يقوي الشهوة، فالأطعمة التي تقوي الشهوة مثل: اللحوم والشحوم والبر والسمن والعسل، لكن كل من البقوليات والخضروات، أيضاً ابذل جهداً بدنياً ليستنفذ طاقتك، فإن كان أبوك تاجراً فاعمل في الدكان احمل واصعد وانزل، وإذا كان عندك مزرعة فاعمل في المزرعة، فإذا لم يكن عندك مزرعة ولا تجارة استهلكها في الرياضة، ضع لك في البيت أثقال، المهم لا تصل إلى الفراش إلا وأنت متعب؛ من أجل أن تنام مباشرة.

ثم لا تكثر من التفكير في هذه القضايا، إذا جاءك التفكير قم صلِّ ركعتين؛ لأنك بهذا تكيد الشيطان، فبعدها لا يجعلك تفكر؛ لأنه يعرف أنك إذا فكرت فسوف تصلي ركعتين.

ثانياً: إذا جئت تنام على الفراش وما جاءك النوم فاقرأ القرآن، أو السنّة، لا تأتِ الفراش وأنت لا تجد حاجة للنوم، لأن تقلب الإنسان على الفراش وهو لا يحتاج للنوم يجعله يفكر في هذه الأمور، فيعبث بيده فيحصل منه هذا الشيء والعياذ بالله.

ثالثاً: لا تنظر إلى الحرام؛ لأن النظر المحرم يذكي هذه الشهوة، فلا تشاهد الأفلام والمسلسلات التي فيها قصص غرام أو صور نساء، ولا تقرأ المجلات ولا الجرائد العارية والرخيصة.

لا تقرأ القصص الغرامية.

رابعاً: استشعر خوفك من الله، تذكر أنك عبد لله، وأن الله عز وجل ما خلقك لهذه الأفعال القذرة، وأنك إنسان مفضل ومكرم، ثم اطلب من الله أن يتوب عليك.