للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خروج الدجالين الذين يدعون النبوة]

من العلامات المستمرة -أيها الإخوة! -: خروج الدجالين الذين يدعون النبوة: وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيخرج في هذه الأمة دجالون كثيرون يدَّعون أنهم أنبياء، وأن عددهم ثلاثون، وحددهم في بعض الأحاديث بسبعة وعشرين.

والمراد بالأدعياء: الذي يدعي منهم ويثير فتنة في الناس، وينشر المحن في الناس، ويتبعه الناس، وهم يعرفون أنه على باطل -والعياذ بالله-.

عند البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجَّالون كذَّابون قريب من ثلاثين، كل يزعم أنه رسول الله، ولا رسول بعد رسول الله، ولا نبي بعدي) لأنه نبي الساعة.

وكل أحد يأتي بعد رسول الله يقول: إنه نبي، فهو كذاب، ومباشرة يُقطع رأسه، وإذا تُبِع فمن تبعه فقد كفر بالله ورسوله.

وقد خرج منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا دجَّالون كذَّابون يزعمون أنهم أنبياء، وفي خروجهم تصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الأحداث التي حدثت من أمور الساعة كلها تؤكد وتصدق لنا أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خرج مسيلمة الكذاب في اليمامة، وادعى أنه نبي، وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم كتاباً قال: من مسيلمة رسول الله -لاحظوا الدجَّال- إلى محمد رسول الله.

أما بعد: فإنا قد أُشْرِكنا معك في الأمر، فلك نصف الأرض، ولي نصفها.

يظن أن المسألة قسمة؛ لكن انظروا الرد العظيم من الرسول الصحيح: قال: (من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) لا لك نصف، ولا لي نصف، الأرض لله، يا دجَّال يا كذَّاب.

وخرجت امرأة في زمانه أيضاً اسمها سُجاح بنت الحارث، هذه كاهنة، ودجلت على الناس بالكهانة والشعوذة، وادَّعت أنها نبية، وبعد ذلك تبعها أهل العقول الضالة، ودَرَتْ هي أنه يوجد كذَّاب مثلها اسمه: مسيلمة، فذهبت إليه، وأمسى معها، النبي مع النبية، وفي الصباح قالت: تشاورنا -تقول: إنه شاور رَبْعها- تشاورنا أنا ومسيلمة فوضعنا عنكم صلاة الفجر والعشاء؛ لأنها أثقل الصلوات على المنافقين، قالت: مسموحون من صلاة الفجر وصلاة العشاء، قالت: أما الظهر والعصر والمغرب فصلوها؛ لكن العشاء والفجر فهاتان فيهما كلفة، ونحن بعد المشاورات وبعد التداول مع النبي الكذَّاب وضعنا عنكم هذا.

ومنهم أيضاً كذَّاب ظهر في اليمن اسمه: الأسود العنسي، ادعى أنه نبي.

وفي عهد التابعين خرج رجل اسمه: المختار الثقفي، ادعى النبوة، وهو كذَّاب.

ومنذ أكثر من مائة سنة ادعى رجل اسمه: حسين بن علي ميرزا، ادعى أنه نبي في إيران، كذَّاب.

وقبل خمسين أو ستين سنة ادَّعى رجل قادياني اسمه: غلام، أنه نبي، وظهرت له جماعة موجودون إلى الآن اسمهم: القاديانيون؛ وهم كفار، وقد أجمع أهل العلم، وأصدرت فيهم هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية فتوى أنهم فئة كافرة مارقة خارجة من دين الإسلام.

وبعد ذلك ظهر آخر قبل سنين، وأُعدم، واسمه: محمود محمد طه، ظهر في السودان، وادَّعى أنه نبي، وحاكمته الحكومة السودانية، وحكمت عليه بالإعدام، وأُعدم، وقُطعت رقبته، إلى جهنم وبئس المصير، لعنة الله عليه وعلى من سار على منهجه، وعلى كل كذَّاب ودجَّال يدَّعي أنه نبي؛ إذ لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والسلسلة باقية، لكن ما هو موقفك أيها المؤمن؟ موقفك ألا تؤمن بأن بعد رسول الله رسول؛ إذ أنه خاتم النبيين، وإمام المرسلين، ولا نبي بعده، صلوات الله وسلامه عليه.