للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رفع العلم]

وأعظم أسباب وقوع الناس في الفتن: الجهل، وعدم العلم: يكون الإنسان عنده إيمان؛ لكن ليس عنده علم، يقرأ حديثاً أو يطلع على آية، أو يسمع كلاماً، ولا يدري ما هو مفهومه، ولا معناه، ويسأل من هو أجهل منه، فمن أعظم ما يوقع الناس في البلاء: الجهل، وقلة العلم، وكثرة الذنوب والمعاصي، وكثرة انتهاك المحارم، يقول البخاري ومسلم في صحيحيهما: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة أياماً ينزل فيها الجهل، ويُرفع فيها العلم، ويكثر الهرج، قالوا: ما الهرج؟ قال: القتل).

وعن أنس رضي الله عنه -والحديث في مشكاة المصابيح - يقول أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من أشراط الساعة: أن يُرفع العلم).

ونعني بالعلم: علم الكتاب والسنة.

العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان

العلم الشرعي، أما العلم المادي لا يُرفع، بل يزيد؛ لكن لا ينفع، العلم المادي يدلك على صلاح الجسد؛ لكن العلم الشرعي يدلك على صلاح الروح، وأنت إنسان بالروح لا بالجسد.

أنت بالروح لا بالجسم إنسانُ

العلم الشرعي يدلك على صلاح أعظم مولِّد فيك، ما رأيكم في سيارة جديدة، كل شيء فيها جديد؛ لكن ليس فيها محرك، هل تمشي؟ لا تمشي، ولو كانت أحدث موديل؛ لأنها ليس فيها روح تجعلها تمشي.

كذلك أيها الإخوة! روحك، دينك، عقيدتك، إيمانك، صلتك بمولاك وخالقك، من يدلك على هذا؟ الهندسة والطب؟! لا.

يدلك على هذا الكتاب والسنة، فلا بد من الاهتمام بعلم الكتاب والسنة.