للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسائل تتعلق بلباس المرأة]

السؤال

كثير من الإخوة يخبرون الشيخ بأنهم يحبونه في الله سبحانه وتعالى.

وهنا سائلة تقول: فضيلة الشيخ! هناك من الزميلات من قد انْسَقْنَ وراء اتباع الموضة، من قص الشعر، ومن لبس الضيق والمفتوح وغيره، مما كان من الغرب، وقد أتلف أبصارهن أيضاً كثرة نظرهن إلى التلفاز، وإلى التمثيليات، وأنا أدعو لهن بالخير، فما هو الحل -جزاك الله خيراً-؟

الجواب

هذه فتنة استطاع الشيطان أن يروجها، وأن يبيعها في سوق النساء؛ لأنهن -كما جاء في الحديث- حبائل الشيطان، إلا من هدى الله وعصم، فتنة التبرج، والتبرج: هو خلق من أخلاق الجاهلية، يقول الله عز وجل لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والخطاب موجه لهن ولسائر نساء الأمة: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:٣٣] والتبرج: يشمل كل مظهر من مظاهر الفتنة: في اللباس، أو في المشية، أو في النغمة والصوت، أو في أي مظهر من مظاهر الفتنة، وما نلمسه اليوم ونشاهده هذا تبرج جاهلي من طراز عال جداً، وهو لبس الضيق من الثياب، وقد جاء في الحديث: أن من يصنع هذا فهو من أهل النار، قال عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرَهما بعد: نساء كاسيات عاريات)، قال العلماء: كاسية وعارية، كيف تكون؟ قال العلماء في الماضي: كاسية بنعم الله، عارية من شكرها؛ لكن أثبت الواقع اليوم أنها كاسية وعارية؛ لأنها تلبس لباساً ضيقاً يصف جسمها، ويفصل عورتها، كما لو كانت عارية، أي: لو أنها عارية لفَرَّ الناس منها، لكن بهذا اللباس أعراها أكثر، وفضحها أكثر، والحق للمسلمة أن تلبس ثوباً واسعاً فضفاضاً، لا يصف منها عورة، ولا يكشف منها سوءة (نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات)، وقف علماء الحديث في الماضي أمام هذه العبارة، وقالوا: الله ورسوله أعلم من مراده منها! كيف مائلة مميلة؟ أما الآن فرأيناهن مائلات مميلات، مائلة: في باروكتها، فتأخذ لها شعراً، ثم تجمعه فوق رأسها، إلى أن يصل فوق رأسها مثل سنام البعير، كما جاء في الحديث (رؤوسهن كأسنمة البُخت) انظر إلى سنام الجمل إذا مشى كيف يكون، يميل يميناً وشمالاً، وهذه كذلك، تكوِّم الشعر وتلفه وتلفه إلى أن يصل فوق رأسها مثل: سنام البعير، ثم إذا مشت مالت وأمالت، وأيضاً: تلبس الكعب العالي، الذي يقلب المحملة، وقد ذكر علماء الطب: أن المرأة التي تلبس الكعب العالي تنقلب محملتها، وإذا تزوجت لا تحمل؛ لأنه يرفع عجيزتها من الوراء، ويبدي سوءتها للناس، وهذا مظهر من مظاهر الجاهلية، وهذا نوع من التبرج.

أيضاًَ من صور التبرج الموجودة عند النساء اليوم: لبس الثياب المشقوقة من عند الأرجل، تفصل إحداهن ثوباً ثم تشقه من تحت، لماذا؟ ما هذا؟ عيب هذا الفعل، الثوب لا بد أن يكون ساتراً، أما الثوب الفاضح، وإن أرغمت عليه المرأة أن يكون ضيقاً من عند رجلها، فإنها تشقه من عند رجليها من اليمين ومن الشمال، وأعطت تأشيرة دخول للشيطان من يمينها ومن شمالها والعياذ بالله، فلا يجوز هذا.

وأيضاً: الروائح، فتتعطر بعض النساء والبنات بالروائح الباريسية، هذه الكالونية الفاتنة، وتخرج -والعياذ بالله- ليشم الرجال ريحها.

كل هذا من صور الجاهلية، والتبرج الذي نهى الله عنه في القرآن.

وعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله تبارك وتعالى، وأن تعلم أن عذاب الله عز وجل سيحل بها، وأنها لن تفلت من قبضة الله إذا ماتت وهي على هذا العمل، ولتذكر الوقوف بين يدي الله، ولتذكر دخول القبر، ولتذكر الخلوة فيه، ولتذكر الوحشة والضجة في القبر، لن ينفعها شيء في الدنيا.

اتقي الله أيتها المرأة المسلمة، وتوبي إلى الله، فإنك بعملك هذا تصرفين الناس عن الله، وتصدين عن دين الله، وتضلين الشباب عن هداية الله، وما من شاب ينظر إليكِ إلا ويسمر الله في جسدك مسمارين يوم القيامة، وما من شاب تسببين في إهلاكه وإضلاله عن طريق الله بعبارة أو بكلمة أو بنظرة أو بحركة أو بريحة أو بمنظر يراه منك إلا وأنت سبب في ضلاله وقائدة له إلى عذاب الله في النار والعياذ بالله.

والثوب إذا لبسته المرأة وشقت له فتحتان عن يمين وشمال على حجة أنها لن يراها إلا النساء فسوف يراها الرجال حتماً، أتدرون لماذا شقَّتها النساء؟! لأن هذا بداية لنزع الحجاب؛ لأن النساء تركب السيارات، فإذا جاءت لتركب السيارة وثوبها طويل فلن يرى أحدٌ شيئاً، لكن عندما تقدم رجلاً، وترفع العباءة، فعند الفتحة ينكشف الساق، فيرى الناس ساقها، فتفتن الناس، وإذا قالت: لا أحد يراني، لا يراني إلا زوجي وأهلي، نقول لها: ولكن حينما تركبين السيارة والشارع مليء بالناس، والشياطين يقتنصون، فسوف يراك الناس، لكن لو لبستِ هذا الثوب فقط في البيت بحيث لا تخرج، بل تلبسه للنوم لزوجها، فلا مانع، فإذا كانت لا تلبس هذا الثوب إلا للزوج فلا مانع؛ لأن للزوج كل شيء.