للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف الشباب المسلم من تعدد الجماعات]

السؤال

يسأل السائل بالله العظيم أن يُعْرَض سؤالُه على الشيخ، وهو يقول: نسمع في هذا الوقت بالجماعات التي تدعو إلى الله سبحانه وتعالى مثل: جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الدعوة إلى الله، وجماعة السلفية، فما رأيك في ذلك؟ مع بيان موقف الشاب المسلم مما هو موجود؟

الجواب

أولاً: لا يجوز لمسلم أن يُلزم الآخر وأن يسأله بوجه الله في أمر لم يُلزم به من قبل الشرع، فما ينبغي لك أن تسأل بالله العظيم أنه لا بد أن يُقرأ سؤالُك، لماذا؟ لأن الجواب على السؤال إنما يقرر الحاجة له، هو المسئول عن الندوة والمسئول أيضاً عن الإجابة، فكل سؤال يَرِد ليس بالضروري أن يُجاب عليه، فلا تلزم الناس، بل اسأل سؤالك، فإن أجِبْت عليه فالحمد الله، وإن لم تُجَب عليه فبإمكانك أن تسأل سؤالك في الرجل الذي تريد أن تقدمه له على انفراد، أو بالتليفون، أو تذهب إلى غيره، أما أن تفرض على الناس أنهم يجيبون على سؤالك غصباً، وتقول: أسألكم بالله، فهذا لا يجوز.

أما سؤال هذا الأخ الكريم، فنحن إذا دُعينا إلى الله ينبغي أن نسأل الذي يدعونا: إلى ما يدعونا؟ فإن كان يدعونا إلى شخص، أو إلى هيئة معينة، أو إلى جماعة معينة، فلا نستجيب له، وإن كان يدعونا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، وإلى دين الله الذي جاء به رسول الله، فنحن نستجيب له، ليس عندنا في الإسلام شعارات، ولا عندنا لوحات، ولا لافتات، بل عندنا شعار واحد، ولافتة واحدة اسمها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، كتاب الله وسنة رسوله، يقول عليه الصلاة والسلام: (تركتُكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)، وقال: (تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي).

فأي واحد يدعوك، إذا دعاك فقل: إلى أي شيء تدعوني؟ إذا قال: أدعوك إلى الإسلام -الكتاب والسنة- فأنت معه، وإذا قال: أدعوك إلى جماعة كذا، أو حزب كذا، أو هيئة كذا، أو مؤسسة كذا، فقل: لا يا أخي، أنا مسلم، ولا أريد أن أعيش إلا على الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وإلا فإن السلف الأول وتابعوهم كانوا من أي جماعة؟ فما عندنا تحزبات في دين الله، وإنما عندنا دين الله الواضح، وشرع الله الكامل الذي جاء من عند الله تبارك وتعالى، كتابٌ وسنة، وغيرهما فلا.