للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[يستتاب وإلا يقتل ردة]

أولاً: يستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل وقتله ردة وليس حداً وفرق بين من يقتل حداً وبين من يقتل ردة، فمن يقتل حداً كمن يقتل قصاصاً أو يقتل في رجم، هذا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين؛ لأنه مسلم، ما كفر ولا خرج من الدين بهذه الجريمة التي اقترفها، وإنما هو صاحب كبيرة تحت مشيئة الله في الدار الآخرة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، ولكن بإسلامه لا بد له من دخول الجنة.

أما تارك الصلاة فإنه يقتل ولكنه لا يقتل حداً بل يقتل ردةً؛ لأنه كافر مرتد عن الدين، وتنتفي عنه أحكام المسلمين، فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وإذا دفن لا يوجه إلى القبلة؛ لأنه ليس من أهل القبلة، أما المسلم إذا مات يوجهونه إلى القبلة، لماذا؟ ما معنى القبلة بالذات؟! أنا رأيت قبور اليهود نظرتها في نجران ليسوا موجهين لقبلة قبورهم منظمة تجاه القبلة، لكن أهل الإسلام قبورهم كلها متجهة إلى الله؛ لأنهم من أهل القبلة.

فتارك الصلاة ليس له قبلة، إذاً ماذا نصنع به؟ قالوا: يربط كما تربط الدابة، إذا مات حمار في القرية هل يقبرونه ويكفنونه ويصلون عليه؟ والله إن تارك الصلاة ألعن من الحمار، يوم القيامة يتمنى أن يكون حماراً يوم يقول الله للخلائق كلها هذه الحيوانات تكون تراباً، فيقول: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً} [النبأ:٤٠] ليته كان ثوراً أو بقرة أو حماراً، ويقول الله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ} [محمد:١٢]، ويقول عز وجل: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:٤٤] فالحمار يسحب حتى تأكله الذئاب في طرف الوادي، ولكن الإنسان قالوا: يسحب ولا يحمل على رقبة، لماذا تحمله وهو عدو الله كافر؟! يسحب ولكن لا يترك للذئاب تأكله، لماذا؟ قالوا: لأن الذئاب لو أكلته لشبقت؛ لأن طعم لحم الإنسان ليس كطعم الحمار فإنه لذيذ، فإذا ذاقته الذئاب والسباع لفتكت بالناس واعتدت عليهم وأصابها الشبق، فلا يدفن في الأرض بل يحفر له ويوارى جسده ويكب على وجهه، فلا يوجه إلى قبلة ولكن يكب على وجهه.

والعياذ بالله!