للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمانة الصيام]

الأمانة الرابعة: الصيام أمانة بينك وبين الله، إذ بإمكانك أن تظهر للناس أنك صائم وأنت مفطر، فمن يدري أنك صائم، صائم من أجل أنك تسحرت معهم وتفطر معهم، ولكن في الظهر تدخل الغرفة ومعك (بسكويتاً) أو علبة عصير، ولا أحد يدري إلا الله، طيب.

هذه خيانة، ولهذا أحد الصغار دخل غرفة لا يوجد فيها أحد، وأخذ (غطاء الزير) ووضعه على رأسه وأخذ يشرب، قالوا: ما بك؟ قال: كي لا يراني ربي؛ لأنه عرف ألا أحد يراه إلا الله في تلك اللحظة، لكن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه:٧].

فالصيام أمانة، ولهذا جاء في الحديث: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) قال أهل العلم: كيف أن الصوم لله؟! طيب الزكاة والحج أليس لله؟ قالوا: كل العمل لله، لكن الصيام لله؛ لأنه لا يمكن أن يشعر أحد أو يعلم بأنك صائم إلا الله، فهو عمل خاص بينك وبين الله.