للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الاستنجاء من الريح]

السؤال

بعض الناس ربما يفهم من كلامك في بعض الندوات عن الاستنجاء أن الريح لا ينقض الوضوء، وقد فهم بعض الناس هذا وصححت لهم فهمهم، وأخشى ألا يكون هذا الفهم عند الكثير من الناس، فأرجو التوضيح.

الجواب

نحن وضحنا وقلنا: إن الريح الذي يخرج من الإنسان ينقض الوضوء لكنه لا يوجب غسل القبل والدبر، أي: إذا خرج منك ريح وأردت أن تتوضأ من جديد فعليك أن: تغسل يديك ثم تتمضمض وتستنشق، ثم تغسل وجهك ويديك إلى المرفقين، ثم تمسح برأسك وتغسل رجليك، ولا تغسل موضع خروج الريح؛ لأن الريح ليس له أثر مادي حتى تغسله، لكن بعض الناس يتصور أن الاستنجاء جزء من الوضوء، وهذا خطأ، فإن الاستنجاء شيء والوضوء شيء آخر؛ الاستنجاء هو: إزالة الخارج من السبيلين بالماء، والاستجمار هو: إزالة الخارج من السبيلين بالحجارة، والوضوء هو: رفع الحدث عن طريق غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ومسح الرأس وغسل والرجلين، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة:٦] ولم يقل: اغسلوا تلك الأماكن، لكن بعض كبار السن وبعض الناس أصبحت عنده عادة ولو لم يخرج منه شيء، فإذا أراد أن يتوضأ ذهب واستنجى، لماذا تستنجي؟ قال: أريد أن أتوضأ، يا أخي! لا تستنج إلا عندما يخرج منك شيء، أما إذا لم يخرج منك شيء فاذهب واغسل أعضاء الوضوء فقط، وبعضهم يقول: أنا أجدد، لن أتوضأ لكن سأجدد! يسمي الوضوء مع غسل القبل والدبر وضوءاً، ويسمي الوضوء بدون غسلها تجديداً، فليس هناك تجديد، هذا هو الوضوء الشرعي، فيفهم هذا الكلام إن شاء الله.