للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم بيع الشيشة والدخان]

السؤال

هل يجوز لرجلٍ لا يفارق الجماعة في المسجد حتى في صلاة الفجر ويأمر أولاده بالصلاة إلا أنه لديه قهوة (للشيش) يشرب فيها الناس ويتاجر بها هو، هل يجوز له ذلك؟

الجواب

لا يجوز له ذلك، (الشيش) هذه -يا إخواني- أوكار من أوكار الفساد، وهي بمنزلة مساجد الشيطان، وهي خطر على المسلمين، وولاة الأمر إن شاء الله لديهم نية وقد أخبرني مسئول في جدة أن هناك أوامر صدرت بعدم تجديد الرخص لأهل المقاهي وإعطائهم فرص لتصفيتها، وتغييرها إلى محلات ثانية؛ لأنهم وجدوا من خلال الأحداث التي تحدث كالمخدرات والخمور والزنا واللواط أن كل الأسباب تتجمع من أين؟ من القهوة، وإذا أردت أن تعرف فمر في قهوة من المقاهي وستشاهد الوجوه الجالسة في المقاهي كلهم -والعياذ بالله- من المنحرفين إلا من رحم الله، وبعد ذلك ماذا تشاهد؟ أجواء الدخان وأجواء مآذن الشيطان هذه (الشيش) هذه التي يقول فيها الشيخ حافظ:

كذاك معشوقة الشيطان قد نصبت بها فخاخ لأرباب الجهالات

ثم يقول:

من أي وجه أتاها الحسن لقد أخطأ الطريق إليها في المرادات

من حسن لمعتها من طول قامتها من ذلك الحبل مطوياً بليات

يقول: ما هذا من أين جاءها الجمال؟ وبعد ذلك: بداخلها ماء يقاس على بول الكلاب، فالماء الداخل في العلبة تلك مثل بول الكلب، ويأتي يضع (المخمج الأسود) فوق ويضعون فوقها النار ثم تشب وذاك جالس (يقرقر) تحتها، وإذا أكمل مسحها وقال: هات، ويأخذ الثاني، وهكذا.

وقرأت أنا بحثاً علمياً أجرته جامعة الملك عبد العزيز في جدة كلية الطب مدعوماً بالأرقام، فوجدوا أن هناك الآن إيدز جديد يهدد الناس اسمه الفيروس الكبدي، وأن سبعة وخمسين في المائة من الشعب يحمل هذا الفيروس، وأكثر هؤلاء من أصحاب (الشيشة)، فأصحاب (الشيشة) عندهم فيروس كبدي.

فاترك -يا أخي- (الشيشة)، واترك أنت يا صاحب القهوة القهوة، اتركها ولا تؤجرها، وإذا كان عندك أحد فأخرجه، أما أن تصلي الفجر وأنت من أهل الإيمان وترضى بالمنكر فلا يجوز ذلك.

الآن بعض الشباب ينام في بيت أهله، فإذا جاءت الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة استغل غفلة أبيه ووجود النوم وقام وفتح الباب وخرج، أين يذهب؟ يذهب المسجد، لا.

بل يذهب إلى القهوة، ومن يجد في القهوة؟ ربما يريد يشرب كأس شاهي فقط، لكن مع كأس الشاهي يأتي زميل له يقول: لماذا لا تدخن؟ فيقول: يا شيخ! لا أدخن، قال: يا شيخ! تمرن ماذا في الدخان، والله تأخذ واحدة تشاهد مصر من هنا، هذا يا شيخ! ليس فيه شيء جرب حبة، فتبدأ القضية بالتقليد فقط، جرب حبة ومن الحبة انزلق، أو جرب حبة مخدرات، المخدرات الآن يدخل الشخص القهوة وليس عنده شيء، ماذا فيك؟ قال: زعلان، طيب جرب هذه الحبة، هذه الحبة تفعل في الإنسان فعل النار؛ لأنها تسممه وتقضي على دمه، وبعد ذلك يصبح مدمناً، ولا يهمه عواقب مدمن المخدرات.

أقيمت ندوة في الثانوية التجارية، اشتركت فيها أنا ودكتور من الشئون الصحية ودكتور في علم الاجتماع، وتناول كلٌ منا جانباً من الجوانب، أنا تناولت الجوانب الشرعية، وآخر تناول الجوانب الطبية، وآخر تناول الجوانب الاجتماعية، وهذا الشريط موجود الآن في المكتبة، ويباع بعنوان: أضرار المخدرات والتدخين، وأنا أنصح كل شاب أن يسمع هذا الشريط؛ لأنه تكلم فيه هذا الطبيب الذي عنده درجة الدكتوراه في الطب وفي كلامه يقول: والله إن الدخان لا يقل خطورة بل هو أعظم من المخدرات في فتكه بالجسد، وفي فتكه بالمعدة، وفي السبب الذي يسببه على الإنسان من الأمراض الخطيرة ولذا يقول: ليس حراماً وإنما هو أعظم من حرام، وهو طبيب وليس عالماً، وأما دكتور عام الاجتماع فتكلم بكلام تشيب منه الرءوس.

فالقهوة هذه وكر من أوكار الفساد، يتجمع فيها الشباب ويلعبون الورق ويلعبون (الكيرم)، وبعد ذلك يأتي الشيطان فيقوم شخص يقول: أين أنتم ذاهبون؟ قالوا: نذهب نتمشى، وذهبوا يتمشون يتتبعون أعراض المسلمين، ويدقون على الناس بيوتهم، وبعضهم يذهب يسرق في الليل إذا لم يكن عنده فلوس ليشتري مخدرات، وبعضهم إذا ما وجد امرأة يزني بها يلوط برفيقه، والجرائم كثيرة جداً في أسباب المقاهي هذه.

فنقول للمسلم هذا: اتق الله، وعليك أن تتوب إلى الله عز وجل من فتح هذا المقهى وأن تتركها خوفاً من الله.