للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الخطرات غير الشرعية التي تخطر في النفس]

السؤال

النفس لها خطرات وأماني غير شرعية، فهل هي محاسبة على هذه الخطرات أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

الجواب

جزاك الله خيراً، وأيضاً أنا أحبكم في الله، وأسأل الله أن يجمعني وإياكم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله؛ لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، ومن ضمن من يظلهم الله في ظل عرشه: المتحابون في الله، نسأل الله أن يظلنا في ظل عرشه، ببركة الحب فيه.

أما الخطرات التي تأتي في النفس الإنسانية، ولا تترجم إلى عمل، فإن الله عز وجل لا يؤاخذ عليها، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله عفا عن أمتي الخطأ والنسيان وما حدثت به نفسها مالم تعمل أو تتكلم) ولما نزل قول الله عز وجل: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله} [البقرة:٢٨٤] شق ذلك على الصحابة، فنزل الفرج بعدها بقوله عز وجل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:٢٨٦].

فإذا خطرت في نفسك خواطر أو نزعات، ولم تترجم إلى عمل فإن الله لا يؤاخذك عليها، لكن ابن القيم رحمه الله يقول: إن في هذه الخطرات خطورة على الإنسان لا تسجل، لكنها قد تجره إلى أن يعمل بعد هذه الخطرات، فإن الأعمال لا يمكن أن تأتي إلا بعد الخطرات، هي تبدأ خطرة ثم نظرة وهكذا، فهي أول خطوة في طريق الانحدار وهي التفكير، ولذا لا ينبغي أن يجول فكرك إلا في الخير، ولا ينبغي أن تفكر إلا في طاعة الله، أما إذا بدأت تحوم حول الحمى بالتفكير، تفكر في الأغاني، تفكر في النساء، تفكر في شيء من الحرام، فهذه الخطوة الأولى الله لا يؤاخذك عليها الآن، لكنك إذا عملتها آخذك، فالأحسن قطعها، لا تفكر ولا تعبث، وأسأل الله أن يعيننا وإياكم.