للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم كتابة قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة) في الصحف عند التعزية]

السؤال

إذا مات إنسان كتب في الصحف قول الله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر:٢٧ - ٣٠] هل هذا صحيح أم لا؟

الجواب

لا شك أنه غير صحيح، ما يدريهم أن هذه النفس مطمئنة، وهذا نوع من التألي على الله، ومن التزكية للنفس بغير حق، وإنما نرجو للمحسن الثواب، ونخاف على المسيء العقاب، ونسأل الله عز وجل الرحمة والمغفرة لكل مسلم.

أما أن نخاطبه ونقول: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر:٢٧] هذا قطع، ولا يقطع لأحد من أهل القبلة بجنة أو نار، لا يجوز لنا أبداً هذا، إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، لما وقع السهم في صدر أحد الصحابة وهو مجاهد، وسقط قال أحدهم (هنيئاً له الجنة، أي: هذا شهيد، قال: كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي غلها من المغانم ولم تصبها المقاسم لتشتعل على ظهره في النار).

هذا الأمر ليس بالسهل -أيها الإخوة- فلا يجوز أن نتألى على الله، ولا أن نقطع بجنة أو نار لأحد من أهل القبلة، وإنما نرجو الله ونسأل الله عز وجل، حتى كلمة المغفور له، يقول العلماء: إن كانت على سبيل الدعاء، فلا بأس، أي: الذي أسأل الله أن يغفر له، فلا بأس، وإن كانت على سبيل القطع، أي: أنه عمل صالحاً، وعمل خيراً، فهو مغفور له، فهذا تألي ولا يجوز؛ لأن علمنا محدود بما يجري على الناس بعد الموت، ولا نعلم شيئاً إلا إذا قابلنا الله عز وجل ونحمد الله عندها، سيقول الإنسان: الحمد لله الذي هدانا لهذا، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم فمن يحمد الله عند اللقاء.