للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم من يترك الرواتب والنوافل]

السؤال

ما رأيك فيمن لا يحافظ على السنن سواء الرواتب أو غيرها، وما نصيحتك له؟ وقبل ذلك ما رأيك بمن يترك صلاة الفجر أو صلاة الجماعة، على إطلاقها؟

الجواب

أولاً: قضية: ما رأيك هذه لا ينبغي أن يسأل ويقال: ما رأيك؟ لأننا ليس لنا رأي، ولا لأحد من أهل الأرض رأي في دين الله، وإنما السائل يجب أن يقول: ما حكم الشرع؟ ما حكم الله في المسألة هذه؟ لأن الدين ليس آراء، الدين دليل وحُكْم حَكَم الله به، ما حكم الشرع فيمن يترك السنن والنوافل والرواتب؟ يقول العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد سئل عن رجل لا يصلي النوافل ولا الرواتب، قال: ذاك فاسق ترد شهادته، لماذا؟ قالوا: لأن ترك النوافل والرواتب سيؤدي إلى ترك الفرائض، وانظر إلى من لا يصلي النافلة، بعد سنوات أو شهور تجده لا يصلي الفريضة؛ لأن خط الدفاع الأول في مواجهة الشيطان النوافل، فإذا هزمك الشيطان، بقي معك خط الدفاع الثاني وهو الرواتب، فإذا هزمك الشيطان في المرة الثالثة، بقي معك الخط الدفاعي العظيم وهو الفرائض، لكن إذا كنت تواجه الشيطان بخط واحد فقط، وهو الفريضة فإذا هزمك أين تذهب؟ تخرج إلى الكفر، وهو ترك الصلاة -والعياذ بالله- لابد أن تحافظ على النوافل والرواتب، ثم هل تضمن -يا أخي- أن فريضتك كلها كاملة، حتى لا تصلي الراتبة؟ أما تعلم أنه يوم القيامة.

إذا حُوسِبت على صلاتك يكون فيها نقص، ونحن إذا صلينا العشاء من الذي يصلي من حين أن يكبر حتى يسلم لا يوسوس لحظة واحدة؟ لا يوجد أحد، الشيطان موجود، لا بد أن يجعلك توسوس، بعض الناس يجعلهم يوسوسون الصلاة (١٠٠%)، من حين أن يكبر حتى يسلم، والله ما معه منها شيء، وبعضهم (٩٠%)، وبعضهم (٨٠%)، وبعضهم (٥٠%)، وبعضهم (٤٠%)، وهكذا بحسب قوة المجاهدة والمضادة للشيطان، فإذا ضيعت من الصلاة هذه (١٠%) وضيعت من المغرب مثلها، يؤتى يوم القيامة، فيبقى الذي لله، وهو الذي حضر فيها قلبك، والذي فيها خلل يقول الله: (انظروا هل لعبدي من نوافل؟ فإن كان هناك نوافل، قال الله: أكملوا بها فريضته) رحمة منه تبارك وتعالى، وإن كان لا توجد معك نوافل، من أين تكمل ذلك اليوم؟ تقول: دعوني أصلي، ما معك إلا هي، فعليك أن تحافظ على الراتبة والنافلة ولا تتركها، وإن هذا من الفقه الأعوج، أن بعض طلبة العلم تجده لا يصلي الراتبة ولا النافلة، لماذا؟ قال: هذه يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، الله أكبر يا هذا الفقيه! بينما تجد العامي من المسلمين لا يتركها أبداً، ذاك الفقيه، الفقه ليس ترديد أحكام، ومعرفة حروف وعبارات، الفقه عمل، بعض العوام لا يمكن أن يترك السنة أبداً، وبعض طلبة العلم يترك السنة بحجة أنها لا يعاقب تاركها.

واعلم أنك إذا أصررت على ترك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أمرك باتباع سنته والمحافظة عليها، فإنك على خطر.

أما الذي لا يصلي صلاة الفجر، فقد قلنا: أنه -والعياذ بالله- في خطر النفاق.