للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة لأصحاب الدشوش]

السؤال

يوجد حي يسمى حي (الدشوش) فهل من نصيحة لهم أيها الشيخ!؟

الجواب

والله ليس بفخر أن يسمى هذا الحي (حي الدشوش) هي في الحقيقة مسبة أن يتصف الإنسان بأنه ركب فوق بيته دشاً، هذا الدش يصب عليه حمم العذاب، ويجمع عليه -والعياذ بالله- الشر من كل حدب وصوب في العالم، المؤمن يحتاج إلى رحمة الله، المؤمن يحتاج أن يتنزل عليه رضوان الله، ليس بحاجة إلى شرور، كفى ما نحن فيه من الشرور -يا إخوان- شرور تغزونا من كل جانب ومن كل اتجاه، لم يبق إلا أن نركب شيئاً يزيد من الشر الموجود حتى في بلاد الكفار من أجل أن نصبه على نسائنا وأزواجنا وأولادنا وبناتنا، ونخرب بها بيوتنا، ونقضي على ما بقي عندنا من دين، ونخرب ما نحن فيه من أمن وطمأنينة.

أما تعلمون أن هذا الفساد إذا حصل فهو سبب لزوال النعم التي نحن فيها؟ يقول الله: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} [الروم:٤١] هذه مصيبة، أنك ترضى بهذا المنكر -يا أخي- فكون حي كامل يسمى (حي الدشوش) فيعني ذلك: أنهم تعارفوا على تركيب هذا.

فأنا أقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم، اتقوا الله في أولادكم وأزواجكم وأمتكم، سوف تموتون، فبم تعتذرون إذا وقفتم بين يدي الله؟ ماذا تقولون وقد قال الله لكم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:٦]؟ ماذا تقولون وقد قال الله عز وجل لكم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عليها لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ} [طه:١٣٢]؟ بأي وجه تقابل ربك وقد خنت الرسالة والأمانة وضيعت المسئولية؟ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث في الصحيحين: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته).

ومن الرعاية لهذه الأسرة: أن ترعى دينها، أما أن تضيع دينها بتركيب هذه الأجهزة التي تجمع الموجات المنتشرة في الفضاء من كل أجهزة الفساد في العالم ثم تصب هذا الشر على بيتك وتراه امرأتك، وبنتك، وولدك، ثم تفرط في هذا كله من أجل متعتك، تتمتع بذلك وأنت مؤمن بلقاء الله؟! تفرح وتمرح وأنت مؤمن بأنك ستموت؟! ألا تذكر القبر وما فيه؟ ألا تذكر الجنة وما أعد الله لأهلها المؤمنين؟ ألا تذكر النار وما أعد الله لأهلها الذين ينحرفون عن منهج الله؟ أنا أقول لهم محبة لهم ونصحاً: توبوا إلى الله، وأخرجوا إلى هذه (الدشوش) وحطموها إلى غير رجعة، وضع في بيتك الخير، الشريط الإسلامي، والكتاب الإسلامي، وجه بنتك، وولدك، وزوجك إلى الخير، اربط صلتك بالله تسعد في الدنيا، ويرضى الله عنك في الدنيا، ويبارك الله في عمرك وزوجتك وأولادك، وتعيش محبوباً عند الله، وعند خلق الله، ثم إذا مت لقيت الله ووجهك أبيض، وصحائفك بيضاء، وقبرك روضة من رياض الجنة، ثم إذا بعثت تبعث وأنت مكرم معزز، تمر على الصراط كالبرق الخاطف، وتأخذ كتابك بيمينك، وتوزن فترجح موازينك، وتشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم شربة لا تظمأ بعدها أبداً، هذا إذا كنت -أيها المسلم- تريد النجاة.

أما الذي لا يريد، بل يريد أن يستمر على الدشوش تمطره بوابل من الشرور والمعاصي والمنكرات والأفلام النجسة الرجسة، والبوليسية، والإذاعات التنصيرية، ليسمعها ويتثقف عليها، أي ثقافة هذه أيها الإخوة؟ ثقافة الجنس، هل هي ثقافة؟! أن يشاهد الإنسان رجلاً عارياً ينزو على امرأة عارية؟ أن تراه ابنته، أهذه ثقافة -يا إخواني-؟ هذه الحيوانات تعرفها بدون دشوش، الحمار ليس محتاجاً إلى دش حتى يرى هذه الأشياء، فكيف نحتاج نحن البشر إلى مثل هذه الأشياء؟ والله إنها مصيبة، ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون.