للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عدم الإسراف في الكماليات]

أختي المسلمة: إن أعظم ما يمكن اقتناؤه والاعتزاز به في هذه الحياة هو الإيمان والعمل الصالح، أما المظاهر والأشكال والملابس والحلي والمباهاة والتفاخر أمام الناس فهذه أشياء تافهة تدل على فراغ من يهتم بها، وخلوه من المبادئ والمفاهيم الأساسية لمعنى الحياة، فالحياة ليست أصباغاً ومساحيق ولا ملابس ملونة ولا حلياً مزخرفة، إن الحياة الحقيقية مبادئ وأخلاق ومُثُل، إنها إيمان وعمل وصدق ووفاء وكرم وبذل، فلا تهتمي -أختي المسلمة- بأخبار (الموضات والموديلات)، ولا تُكثري من التردد إلى الأسواق لشراء كل جديد ومعرفة كل طريد، ولا ترهقي زوجك بإحضار ما لا يطيقه، وركزي على الاهتمام بالمضمون والمحتوى لا بالمنظر والشكل، ولا يعني هذا أننا ندعوك إلى التبذل وعدم الاهتمام بالشكل لا، ولكن في حدود ما تسمح به ظروفك وظروف زوجك وما يحيطك بالجمال، أما المبالغة في هذا وإهمال الأمور الأساسية لمعايير الجمال فإن هذا خطأ:

ليس الجمال بأشكالٍ نزينها إن الجمال جمال الدين والأدب

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى تقلب عرياناً ولو كان كاسيا

فخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا

بعض النساء يعطين اهتماماً كبيراً يفوق التصور لمواضيع الأكل وتعدد الأنواع والتفنن في الأشكال، حتى ألفت في ذلك المجلدات، أنا وجدت كتاباً مجلداً بمائتي ريال اسمه " فن الطبخ "! مائتا ريال في مجلد! قلت: لا إله إلا الله مائتا ريال أعمر بها مكتبة إسلامية في بيتي من كتب الإسلام! مائتا ريال في فن الطبخ! تباع هذه الكتب بمئات الريالات! وهذا يدل على فراغٍ نعاني منه، وتعاني منه المرأة المسلمة حين تجعل جل اهتمامها في هذه الأمور، حتى يصل الأمر بها إلى شراء تلك الكتب والعكوف عليها في حين لا تجد في بيتها كتاب الله، ولا تجد في بيتها أي كتاب إسلامي يرفع الروح ويبارك النفس ويزكيها.

إن أمتنا الإسلامية ليست بحاجة إلى التفنن في الأكلات بقدر حاجتها إلى معرفة دورها ورسالتها في الحياة، إن موضوع الأكل سهل ومعتاد، ويكفي المرأة أن تعرف ما تيسر من أنواع الطهي مما هو شائع في مجتمعها، ومحاولة التجديد، ومعرفة تنويع الأشكال وأنواع الأطعمة في بيئات أخرى، تجديد فيما لا ينفع، بل ربما يضر، فإن الإنسان له رغبة فيما تعود عليه، وللجسم حاجة فيما ألفه.

وأيضاً فإن التفنن في هذا النوع يدعو إلى الإسراف والإكثار من الطعام؛ وبالتالي إصابة المرأة بالسمنة، وإصابة الأولاد بالتخمة وأمراض كثيرة كالسكر والربو وغيرها، فنحن بحاجة إلى التقليل والاختصار والاكتفاء بما هو ضروري لضمان راحة القلب وسلامة الجسد.