للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استقبال القبلة بجميع البدن]

إذا كنت مأموماً في المسجد تستقبل القبلة بجميع بدنك، ثم لا تنحرف يميناً ولا شمالاً ولا تلتفت، ثم تقف وتوجه أصابع قدميك إلى القبلة وتفتحهما بمقدار جذع، فلا تباعدهما كثيراً ولا تقاربها، ولا تجعلها مثل حرف ثمانية ولا حرف سبعة، إنما تجعلها مستقيمة وعلى قدر فتحة جسمك، ثم تقرب وتحاذي وتسد الخلل مما يلي الإمام، إذا كنت من اليمين فتقرب جهة الشمال، وتطلب من الذي بجانبك أن يقرب، وإذا لم يقرب فلا تحاول أن تصلح غلطه بأن تباعد بين رجليك، لا.

فالغلط عليه هو والإثم عليه؛ لأنه لم يسد الخلل، فأنت تسد الخلل مما يلي الروضة، وذاك يسد الخلل مما يلي الروضة حتى تتكامل الصفوف، لكن إذا أخطأ هو فلا تصحح خطأه بخطأٍ أشنع؛ لأن بعض الناس يشير لمن بجواره أن يقترب فإذا لم يرض تجده يباعد بين رجليه حتى يسد الخلل، وذاك كلما قرب منه هذا ابتعد؛ فلأنه يريد أن يسد الخلل تجده يباعد بين قدميه ويفتحهما مسافة كبيرة جداً، تقول له: لماذا؟ قال: أريد أن أسد الخلل؛ لأنه ورد في الحديث أن الشياطين تدخل في الفرج بين الصفوف، لكنه لما سد الخلل فتح (كبرياً) لهم، فبدل ما كانوا يدخلون قليلاً فتح لهم متراً، أو (٨٠ سم)!! وهذا خطأ، والصواب أن تفتح أرجلك على قدر قوامك وبنيتك، فلا تلاصقها ولا تجعل الفتحة بين رجليك كبيرة، فبعض الناس يقول: حاذوا في الأكعب، فيقوم برجله ويعكفها، إلى أن يضرب بكعبه كعب من بجواره، فهذا تكلف وغلو ما أنزل الله به من سلطان، بل قف الوقفة الهادئة التي جاءت في دين الله وقرب رجلك من رجله بشرط أن لا ترفعها؛ لأن بعض الناس عنده حساسية من رجلك، فإذا قربت هرب منك، فأنت ضع رجلك جنب رجله، وحاذِ بين المناكب والأقدام لكن لا ترفع رجلك، ولا تبالغ، حتى يهرب منك وأنت تطارده، بل اقرب منه، فإن استمر بجوارك فالحمد لله، وإن هرب منك فالمسئولية عليه.