للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم العلوم الدنيوية وكيفية استغلالها]

السؤال

سمعت من بعض المشايخ أن العلم الغير الشرعي ملعون، وبعضنا في أقسام الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فما قولكم جزاكم الله خيراً؟

الجواب

ورد حديث في السنن: (إن الدنيا ملعونة معلونٌ ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالماً أو متعلماً) ومعنى الحديث إن صح: أن الدنيا التي لا تعين على الدين، بل ضد الدين فهي ملعونة، واستثنى منها: ذكر الله وما والاه أي: ما أعان عليه، وعالماً أو متعلماً، فإذا كنت تتعلم الفيزياء والكيمياء والرياضيات، وهدفك من هذه العلوم أن تتخرج، وأن تعلم أبناء المسلمين في المدارس الثانوية، فتعلمهم الرياضيات، ومع الرياضيات تصبغها بالدين، وتخدم بهذه المادة الدين، فأنت إن شاء الله! أجرك كبير جداً، وأنت تطلب العلم -إن شاء الله- ولأن العلم هذا واجب أيضاً، يقول العلماء: إنه فرض كفاية على الأمة، إذا لم تقم به فإنهم يأثمون كلهم، نحن بحاجة إلى الطبيب المسلم، ومدرس الرياضيات، والمهندس المسلم، والضابط المسلم.

والأمة الإسلامية أمة متكاملة، تحتاج إلى كل التخصصات، فإذا كان الواحد يريد بهذا التخصص خدمة الأمة، وسد ثغر من ثغور الأمة فإن له أجراً.

أما الذي يتعلم هذه المواد وهو ناقم على الدين، ولا يريد الدين، ولا الشريعة، ولا رفع رأس الإسلام، وأن يتخرج إلى منصب ليحارب الدين، هذا هو المعلون حقيقةً، أما إذا كانت نيتك حسنة، فأنت تستطيع أن تخدم الدين في أي مجال، ولك أجرك إن شاء الله حسب نيتك.