للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعامة الخامسة: التميز في المظهر والشكل العام]

نحمدك اللهم ونستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك.

ونشهد أن لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمداً عبدك ورسولك، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

عباد الله: هناك جانب من جوانب إعداد الشخصية عَظُم التقصير والتساهل فيه، وهو من أميز الدلائل التي تدل على المسلم وتنبئ عن شخصيته، ألا وهو الجانب الهام المتعلق بمظهر المسلم.

ومن غاية الإسلام أن عُني بهذا الجانب، فحث على النظافة في الجسم والملبس، ونهى عن التشبه بغير المسلمين، وأكد على مخالفتهم في أقوالهم وأفعالهم، ونهى عن التخنث، وأمر بإعفاء اللحية وتوفيرها، وقص الشارب، وتحريم الإسبال في الثياب ونحوها، وما إلى ذلك من مظاهر شخصية المسلم المعتَبرة بالنصوص الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة.

ومما ينبغي أن يُعلم أن معالم هذه الشخصية يستوي فيها المسلمون جميعاً، لكن يتأكد تحقيقها والتزامها على بعض الناس بحسب مكانتهم في المجتمع، وعلى الشاب المسلم أن يعتز بشخصيته؛ لأنه مستهدف من قِبل أعداء الإسلام.

أما المرأة المسلمة فإن شخصيتها ومكانتها في هذا الدين عظيمة، فعليها الاعتزاز بها، والحذر من مكائد أعداء الإسلام، ودعواتهم الباطلة، وعليها لزوم العفاف والحجاب والاحتشام، وبذلك يحصل التكامل المبتغى في تحقيق الشخصية الإسلامية.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبي الرحمة والهدى، كما أمركم بذلك ربكم جل وعلا فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله.

وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك، يا أرحم الراحمين!

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين, واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.

اللهم وفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة، يا رب العالمين!

اللهم وفقنا جميعاً إلى ما تحب وترضى.

اللهم وفق المسلمين قاطبة إلى العودة الصادقة إلى دينك القويم، يا رب العالمين، اللهم اجمع قلوبهم على الحق والهدى يا رب العالمين!

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يُعَز فيه أهل طاعتك، ويُذَل فيه أهل معصيتك، ويُؤمَر فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء!

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.