للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أسباب حسن الخاتمة وعلاماتها]

معاشر المسلمين! إن من أعظم الوسائل لحسن الخاتمة:

صفاء العقيدة، وقوة الإيمان، والحرص على السنة، والمحافظة على الصلوات، والإقبال على القرآن، والمداومة على ذكر الله سبحانه ويجمعها: المحافظة على الطاعات والبُعد عن المحرمات، وكثرة الاستغفار، وملازمة التوبة، والإلحاح على الله بالدعاء بحسن الخاتمة.

كان عامر بن ثابت بن عبد الله بن الزبير إذا صلى رفع يديه قائلاً: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة قال أبناؤه: وما هي الميتة الحسنة؟ قال: أن يتوفاني وأنا ساجد فقام وصلى، فقبض الله روحه وهو ساجد.

ألا ما أحسن هذه الخاتمة!

هذا وإن لحسن الخاتمة يا عباد الله! بشائر وعلامات، أفصحت عنها السنة المطهره، منها: النطق بكلمة التوحيد عند الموت، فقد روى أبو داود والحاكم عن معاذ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة}.

ويا لها من بشارة طيبة وفعل حسن، أن يموت الإنسان على التوحيد والشهادة، ولكن هذا لا يتأتى إلا لأهل هذه الكلمة العظيمة، العاملين بمقتضاها، والعالمين بمعناها.

وأما غيرهم فإنهم قد يُحال بينهم وبين نطقها عياذاً بالله، فيصاب بسوء الخاتمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال بعض السلف: أحذركم (سوف)؛ فإنها أكبر جنود إبليس.