للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أقسام الناس في الصيام]

أيها المسلمون: إن الناس اليوم منقسمون في الصيام إلى أصنافٍ متعددة، فمنهم من رعى لهذا الشهر حرمته، فصامه وحفظ صيامه، وداوم على القيام والعمل الصالح، فهنيئاً له رحمة الله، ومغفرته وعتقه من النار، ومنهم من لم يرع لهذا الشهر حرمته ولم يقدره قدره، فجعل من نهاره نوماً وكسلاً وخمولاً وبطالة، وجعل من ليله تفنناً في المآكل والمشارب، وسهراً على ما حرم الله من اللهو وغيره، فهذا يخشى عليه أن يحرم رحمة الله ومغفرته، ومن حرمهما في هذا الشهر، فقد حرم الخير كله.

فاتقوا الله عباد الله! واجعلوا من هذا الشهر شهر جد ٍوعمل وانتصارٍ على النفس والشيطان وسائر الأعداء، فلقد سطر التاريخ الإسلامي انتصارات المسلمين على أعدائهم بأنصع الصفحات في هذا الشهر المبارك، في غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، وحطين وغيرها من معارك الإسلام الفاصلة.

وإننا لنرجو أن يأتي اليوم الذي ينتصر فيه المؤمنون على أعدائهم من اليهود وغيرهم، وأن يعيدوا للوطن الإسلامي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [إبراهيم:٢٠].

اللهم تب علينا أجمعين، وبارك لنا في القرآن العظيم وبهدي سيدي المرسلين، واجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم يا رب العالمين!

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه، وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.