للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقاصد الحج العظيمة]

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، فرض على عباده حج بيته الحرام، ورتب عليه جزيل الأجر والإنعام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأنام، وخير من صَلَّى وزكى وحج وصام، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أمة الإسلام! ويا حجاج بيت الله الحرام! اتقوا الله جل وعلا، واشكروه على ما هداكم للإسلام، وشرع لكم من مواسم الرحمة والغفران.

عباد الله! في هذه الأيام المباركة تشرئب الأعناق، وترنو الأبصار، وتنجذب القلوب، وتتجه الأنظار، وتهوى الأفئدة، وتتطلع النفوس المسلمة إلى هذه البقعة الشريفة التي هيأها الله لعباده، واختارها لتكون عرصاتها محلاً للمناسك، فهذه قوافل الحجيج وطلائع وفود الله أتت من كل فجٍ عميق ليشهدوا منافع لهم يدفعهم الإيمان، وتقودهم الرغبة، ويحدوهم الشوق، ويحفزهم الأمل فيما عند الله مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: {من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه} أخرجاه في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيهما عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة}.

إخوة الإسلام! حجاج بيت الله الحرام الحج عبادةٌ من أعظم العبادات، له من الشروط والأركان والواجبات ما يجب على كل من أمَّ هذا البيت أن يعلمها؛ ليعمل بها؛ فيقبل حجه عند الله، كما له من المقاصد والمنافع والحكم والآداب ما ينبغي لكل حاجٍ أن يستشعره؛ ليحصل له برُّ الحج، ويعود بشيءٍ من منافعه وآثاره.