للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما ينبغي على حجاج بيت الله الحرام]

الحمد لله الحكيم الخبير، العليم القدير، العلي الكبير، خلق فأتقن، وشرع فأحكم، وهو أحكم الحاكمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله! اتقوا الله يا حجاج بيت الله! واشكروه على ما تعيشونه هذه الأيام من الأشهر العظيمة والمواسم الكريمة، أخلصوا حجكم لله، ارعوا لهذا البلد الحرام مكانته وقدسيته ونظامه، وإياكم وإساءة الأدب في جواره، بارتكاب شيءٍ من المعاصي، واعلموا رحمكم الله أن عليكم أن تتعلموا وتتفقهوا في أحكام المناسك لتكونوا على وعيٍ وبصيرة، وبعدٍ عن الخطأ والزلل، واسألوا أهل الذكر عما أشكل عليكم، عاملوا إخوانكم الحجاج المعاملة الحسنة، احذروا إيذاءهم ومزاحمتهم في الحرم والطرقات والمشاعر، وسوء الخلق معهم قولاً وفعلاً.

اجتنبوا اللغو واللهو والرفث والفسوق والجدال بالباطل، ليكون حجكم مبروراً، وسعيكم مشكوراً، وذنبكم مغفوراً، وعملكم مقبولاً، تأسوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم، فلا زيادة، ولا نقصان، قال صلى الله عليه وسلم: {خذوا عني مناسككم} ثم صلوا وسلموا عليه، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق حجاج بيتك الحرام، اللهم وفقهم على أداء نسكهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم تقبل منهم، واجعلهم متبعين لشرعك، مقتدين بنبيك صلى الله عليه وسلم.

اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى يا حي يا قيوم، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك، اللهم انصرهم في كل مكان يا قوي يا عزيز.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.