للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال الأمة الإسلامية الآن]

أمة الإسلام: ويدور الزمان وتمر القرون، وتنصرم الأعوام، والأمة الإسلامية بين مدٍ وجزر، بين صحوة وكبوة، بين يقظة وغفلة، تتمسك بدينها، وتعلي كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم فينصرها ربها، ويعزها ويذل أعداءها، وتغرق في الشهوات وتنغمس في الضلالات، وتنسى شرع ربها فينساها مولاها، ويتخلى عنها، ويكلها إلى نفسها، ويسلط عليها أعداءها إلى أن تراجع دينها.

وتمر الأيام وتخلف الخلوف، وتبحر سفينة الحياة إلى أن ترسو على شاطئ عالمنا المعاصر، وزماننا الحاضر وواقعنا المشاهد، بأحداثه وآلامه، بأحواله المبكية ووقائعه المؤلمة، وأوضاعه المتردية، فتنٌ كقطع الليل المظلم متعاقبة، ومحنٌ متتابعة، عقائد خاطئة، وأفكارٌ زائفة، وأخلاقٌ ساكنة، وحروبٌ طاحنة، وأحزابٌ متناحرة، وفرقة متأصلة، بلادٌ مغصوبة، وحقوقٌ مسلوبة، ودماء مسفوكة، الأعداء متطاولون، والمسلمون مستضعفون، والأشقاء متناحرون، والألداء يتفرجون.

حتى أصبح العالم الإسلامي في وضعٍ لا يحسد عليه، أصبح مسرحاً لكل مشكلة، ومأوى لكل معضلة، فكل يومٍ نسمع أحداثاً ضد المسلمين وضد بلادهم، ضد مبادئهم وقيمهم ومقدساتهم، مما تتفطر منه الأكباد، وتدمى له القلوب، وتبكي له العيون، ومما يزيد في هم المسلم المتابع لأحداث أمته، المتألم لآلامها.

أن هذه المشكلات، أصبحت أمراً مألوفاً عند كثيرٍ من الناس، فلا يسعون لتغيير، ولا يجدون في إصلاح، ولا يأخذون بتأمل حاضر العالم الإسلامي وواقعه المؤلم الذي لا تترجم عنه الكلمات، وهو معلومٌ لكل مهتمٍ بقضايا أمته، ومتابعٍ لأخبارها، وحينما يقلب المسلم صفحات هذا الواقع، يجد جوانب متعددة، تطلب العلاج الناجع بإلحاح، ولا سيما الجوانب المتعلقة بأصول هذا الدين وأسسه، ونواحي الحياة الأخرى، على مختلف الأصعدة، خاصة ما يتعلق بالجوانب التربوية والأخلاقية والتعليمية والإعلامية، كذلك ما يتعلق بأوضاع المسلمين في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي، ولا سيما في فلسطين المسلمة، وأفغانستان المجاهدة وغيرها من البلاد التي يقطنها المسلمون وهم أقلية مستضعفة، ومن ناحية أخرى الزحف الهائل من الأفكار الهدامة، والمبادئ المنحرفة، والقوى المتآمرة على ديننا، من الملحدين الشيوعيين، ومن إخوان القردة والخنازير اليهود، ومن المنصريين وغيرهم.

ومما يتعلق أيضاً بأوضاع عدة هذه الأمة، وعماد نهضتها، وهم شبابها وما يعيش فيه أكثرهم اليوم من حياة اللهو والمجون والفراغ، وكذلك وضع المرأة المسلمة، المستهدفة في أخلاقها وآدابها، وما يخص تربيتها على كتاب ربها وسنة نبيها على الخير والفضيلة، والعفاف والستر والحياء والحشمة، ولا سيما مع السيل الجرار من حركات السفور والتبرج والاختلاط، التي اجتاحت العالم الإسلامي حتى أصبحت المرأة المسلمة سلعة للعابثين وسوقاً للمغرضين.