للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مفهوم الإسلام وحقيقته]

أيها المسلمون: إن الإسلام ليس بالتحلي ولا بالتمني، بل ولا بالتسمي، ولكن الإسلام ما وقر في القلب وصدقته الأعمال، إنه الاستسلام الكامل لله عز وجل بالتوحيد، والانقياد التام له بالطاعة، والخلوص من الشرك والبراءة من أهله.

إن الإسلام وحدة كاملة لا تتجزأ، لا بد من القيام بشعائره وحقوقه كلها، ولا بد من تجنب نواقضه ومنهياته.

إن الإسلام دين ودولة، عبادة وحكم وعمل، دعوة وجهاد، فهو يحكم جميع التصرفات والتحركات الصادرة من معتنقيه.

فما بال كثير من المسلمين اليوم! الذين تسمَّوا بالإسلام وانتسبوا إلى أهله وسكنوا دياره ما بالهم زهدوا بتعاليم دينهم وعقيدتهم فتركوها، أو تركوا بعضها واستبدلوا بها تعاليم أهل الكفر والضلال والعياذ بالله؟!

ما بالهم تَرْخُص عندهم مبادئ الإسلام وأحكامه فأصبحوا لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من المصحف إلا رسمه؟!

ما بالهم تركوا الطاعات وجدُّوا في ارتكاب المنكرات -والعياذ بالله- وهم محسوبون على الإسلام ويُعَدُّون من أبنائه؟!

ما بال كثير من شباب المسلمين الذين نشئوا في بلاد التوحيد وبيئة العقيدة الصحيحة وتحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله يتنكرون لدينهم، ويتشبهون بالكفار في زِيهم وأشكالهم ولباسهم وكلامهم وأكلهم وسائر أعمالهم، بل وأفكارهم ومبادئهم والعياذ بالله؟!

ما بال كثير من نساء المسلمين هجرن تعاليم الدين، وتشبهن بالكافرات فأصبحن كاسيات عاريات مائلات مميلات ضالات مضلات تخلط بينهن وبين غير المسلمات عياذاً بالله؟!

ما بال بعض المسلمين والمنتسبين إليه يحقدون على بلاد التوحيد والعقيدة السلفية الصحيحة؛ فيدأبون في نشر البدع والخرافات والضلالات والأذكار المنحرفة بين أبناء المسلمين وفي ديارهم؟!

أهذه حالة المسلمين؟!

أين المسلمون المطبقون لتعاليم دينهم؟!

وصدق الله عز وجل حيث قال: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:٨].

فاتقوا الله عباد الله! وعضوا على دينكم بالنواجذ، إنها دعوة صادقة دعوة مخلصة أوجهها إلى كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مِن أطهر بقعة على وجه الأرض، مِن جوار الكعبة المشرفة، من مكة المكرمة وبلاد التوحيد والعقيدة، ليعودوا إلى دينهم ويتمسكوا به التمسك الصحيح، فوالله لنحن في هذا العصر عصر الفتن والمغريات أشد ضرورة منا للتمسك بديننا من أي زمان مضى، ووالله لن يصلح حال المسلمين اليوم مهما تقدموا مادياً وعلمياً إلا بما صلُح به أولُها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يسيروا على ما سارت عليه هذه البلاد الموحِّدة التي تدين بدين التوحيد وتعتقد عقيدة المسلمين وتطبق شريعة الله، فأصبحت مثالاً يُحتذى في استتباب الأمن والطمأنينة، وفي جلب الخيرات لها من باطن الأرض ومن السماوات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة:٥٤] فارجعوا إلى دينكم: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:٣٨].

اللهم أحينا مسلمين، وأمتنا مسلمين، وثبتنا على الدين، وألحقنا بالصالحين.

اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.

اللهم وفق المسلمين في جميع أقطار المعمورة إلى العودة إلى دينك القويم.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.