للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معالجة قضية إنكار البعث]

أيها المسلمون: لقد ابتدأ الله هذه السورة، بالإنكار على المكذبين المنكرين لرسالة محمد عليه الصلاة والسلام، الجاحدين بالبعث والحساب، بقولهم: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [ق:٣].

فبين الله سبحانه أنهم لما كذبوا بالحق التبس عليهم الأمر فهم في أمرٍ مريج، قد اختلفت عليهم الحقائق، وعميت بهم السبل وهكذا كل من حاد عن الحق، تتقاذفه الأهواء، وتمزقه الحيرة، وتقلقه الشكوك.

لقد جاء صدر هذه السورة ليعالج قضية عقدية مهمة، ألا وهي قضية البعث، وإنكار الكفار له، بأسلوبٍ يذيب القلوب ويرققها، ويقيم الحجة على المعاندين، ويلفت أنظارهم إلى بديع خلق الله في الأرض والسماوات، والجبال والمطر والنبات، يقول تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق:٦] إلى قوله سبحانه: {رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق:١١].