للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة إلى التسلح بالعقيدة]

فهذا الأمر -أيها الإخوة في الله- أمر ينبغي أن ينتبه له حجاج بيت الله، وأن يعملوا بداية من موسم الحج إذا كان فيهم قصور من هذه الناحية، سواء من ناحية العلم والرغبة والعمق في القراءة في كتب أهل العقيدة الموثوقين، والقراءة على أهل العلم الموثوقين المعروفين بصحة العقيدة، فيجب على المسلمين ويجب على شباب الإسلام أن يكونوا متسلحين بالعقيدة، وهذا الدعوة ليست دعوة نظرية وإنما هي دعوة عملية، ينبغي أن يقبل المسلمون -ولا سيما علماؤهم وشبابهم- إلى الاستقاء من نمير هذه العقيدة الصافية، وأن يقرءوا فيها كثيراً، وأن يقرءوا على أهلها ليقارعوا مناوئيها ومخالفيها؛ لأننا في عصر تكالب فيه أعداء هذه العقيدة التي سار عليها سلف هذه الأمة، تكالبوا للنيل منها والقضاء عليها، ورموها بسهامهم من هنا وهناك، مشككين المسلمين -ولا سيما الناشئة- بصلاحيتها مدخلين شيئاً من الشبهات وشيئاً من الوساوس في صفوف المسلمين وبلاد المسلمين التي التزمت هذا النهج.

فيجب على المسلمين -ولا سيما خاصتهم- أن يتقوا الله سبحانه وأن يدرءوا عن هذه العقيدة أعداءها، وأن يصدوا عنها من يريد النيل منها، وهذا يقتضي أن يقبل شباب المسلمين على النهل من هذه العقيدة والقراءة في كتب العقيدة، ودعوة الناس إلى العقيدة، وبناء مناهجهم في الدعوة إلى الله، وفي العلم، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لتكون مبنية على دعوة الناس لتحقيق هذه القضية التي دعا إليها رسل الله، وكانت الأصل الذي بنيت عليها دعوات الرسل والمصلحين في قديم الزمان وحديثه.

وأي منهج وأي طريق على غير هذا الطريق؛ فإنه طريق مخالف لمنهج رسل الله الذي دعا إليه جميع رسل الله قال الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:٢٥] {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:٣٦].