للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهم ضوابط صلاة الجماعة]

إخوة الإسلام: يا منْ منَّ الله عليكم بأداء الصلاة مع الجماعة! اعلموا أن لصلاة الجماعة ضوابط وقواعد، أهمها الاقتداء التام بالإمام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث المتفق عليه، عن أنس رضي الله عنه: {إنما جعل الإمام ليؤتم به} فلا تجوز مسابقته في خفضٍ ولا رفع، ولا تكبير، ولا ركوع ولا سجودٍ ولا تسليم، وفاعل ذلك متعرضٌ لبطلان صلاته، وأي شيءٍ يجنيه من عَمَله هذا سوى إرضاء الشيطان واتباع وساوسه.

ومنها: العناية بتسوية الصفوف وإقامتها، فإن تسويتها من تمام الصلاة وإقامتها، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتقوا الله يا أمة الإسلام في عمود دينكم، أقيموه على الوجه الشرعي، من غير غلوٍ ولا زيادة، ومن غير تقصير ولا تفريط، وإياكم والتساهل في أدائه، والتقصير في أداء السنة فيه، والتشديد فيما فيه سعة ومندوحة، وقوموا بما أوجب الله عليكم، تجاه من تحت أيديكم، من الأهل والأبناء والبنات، وإنهم أمانةٌ في أعناقكم، وألزموهم بأدائها، وتابعوهم وتفقدوهم عندها، امتثالاً لأمر الله بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:٦] واقتداءً بأمر الله، والصالحين من عباد الله، يقول تعالى عن إبراهيم: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم:٤٠].

وعن إسماعيل: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً} [مريم:٥٥] وأمر محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه:١٣٢].

أمة الإسلام: نداءٌ من هذا المكان المبارك، إلى المسلمين في كل مكان، بأن يتقوا الله في إسلامهم، ويقيموا عموده وهو الصلاة، فلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، ونداءٌ للقابعين في بيوتهم، المتشبهين بنسائهم، الذين لا يحضرون الصلاة مع الجماعة، أن يتقوا الله عز وجل، وأن يحذروا فتنة الدنيا ويتذكروا مصيرهم وحساب ربهم لهم.

ولن تقف الأمة أمام أعدائها صفاً واحداً إلا إذا وقفت أمام ربها في صفوف صلاتها، ودعوة إلى المسلمين المصلين، أن يقيموا الصلاة على وجهها الشرعي، بتمام الطهارة والخشوع والطمأنينة، وسائر الأركان والواجبات والمستحبات، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: {صلوا كما رأيتموني أصلي} وهمسة ساخنة في أذن كل مغترٍ بنفسه، مضيعٍ لفرضه، لا سيما من الشباب والشابات، أن يتقوا الله عز وجل، ويؤدوا هذه الفريضة، فالآجال محدودة، والأنفاس معدودة، اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.