للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نفقة الحج بين الحلال والحرام]

الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستهديه، وأستغفره وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

أيها المسلمون! اتقوا الله عز وجل واشكروه على سوابغ نعمه، ومنها: ما يسره لكم من الوصول إلى بيته الحرام، والاجتماع أمام هذه الكعبة المشرفة في هذا المكان المبارك الذي يُرجى فيه غفران الذنوب وإجابة الدعاء.

عباد الله! بادروا بالتوبة إلى الله من جميع الذنوب، وحافظوا على أوامر الله وعلى رأسها الصلاة مع جماعة المسلمين بخشوعها وأداء أركانها وواجباتها وسننها؛ فإن بعض الحجاج هداهم الله يتساهل في ذلك وهذا منكر عظيم.

كما يجب على الحاج أن يختار النفقة الطيبة لحجه؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وفي الحديث: {إذا خرج الرجل بنفقة طيبة فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وحجك مبرور، وإذا حج بالنفقة الخبيثة ينادي: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك مأجورٌ غير مبرور} وقال الشاعر:

إذا حججت بمال أصله سحتُ فما حججت ولكن حجت العير

لا يقبل الله إلا كل طيبةٍ ما كل من حج بيت الله مبرور

فعلى المسلم الحذر من خبيث النفقة، واختيار الطيب، ونحن في عصر عزت فيه النفقة الطيبة، نتيجة انتشار الأموال المحرمة، وكثرة طرقها، ولا حول ولا قوة إلا بالله!