للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منافع الحج وحكمه]

واعلموا أن من أوجب الواجبات عليكم: إتباع الأعمال الصالحة ببعضها، من ذكر الله، والتلبية، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، والاستغفار، والدعاء، ففي الحديث: {إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار؛ لإقامة ذكر الله} رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

فاستفيدوا -رحمكم الله- من منافع الحج العظيمة، ففيه امتثال لأمر الله، وإعلان لتوحيده، وفيه تفكر لأحوال الأنبياء والمرسلين، وأخص منهم إبراهيم الخليل الذي رفع القواعد من البيت وإسماعيل، وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم الذي عاش في مكة، وبلَّغ الدعوة، وأصابه من الأذى ما الله به عليم، فلنا به القدوة الحسنة.

وينبغي علينا تذكر هذه المواقف العظيمة؛ ففيها من المنافع الدينية والدنيوية والاجتماعية والصحية ما لا يعد ولا يحصى، فالسعيد من وفق لاغتنامها.

وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبينا محمد، كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن صحابته أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارضَ عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.

اللهم وفق المسلمين لما تُحب وترضى، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً يا رب العالمين!

اللهم وفق الحجاج والمعتمرين وارزقهم القبول والتوفيق والسداد يا رب العالمين!

اللهم أيد بالحق إمامنا، اللهم وفقه ووفق جميع ولاة أمورنا، اللهم اجزهم خير الجزاء وأوفره، نتيجة ما قدموا ويقدمون لحجاج بيت الله الحرام، من تسهيل ورعاية، اللهم اجعله في موازينهم يا رب العالمين!

اللهم أصلح علماءنا وشبابنا ونساءنا يا رب العالمين!

اللهم دمر اليهود وأعوانهم، اللهم عليك بهم جزاءً بما قاموا ويقومون من إحراق المقدسات، وقتل الأبرياء، وتشريد المسلمين، اللهم عليك بجميع أعدائك عاجلاً غير آجل، اللهم أنزل عليهم بأسك يا رب العالمين! رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللهم اجعلنا ممن وفق للعمل الصالح يا رب العالمين!

وأقم الصلاة! إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.