للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أركان الدين]

أيها المسلمون: يقوم صرح دينكم على أركانٍ خمسة، أهمها بعد الشهادتين الصلاة المفروضة، التي هي عمود الإسلام، والفاصل بين الكفر والإيمان، من حفظها فقد حفظ دينه، ومن تركها فلا حظ له في الإسلام، فحافظوا -رحمكم الله- على عمود دينكم، أقيموا الصلاة في أوقاتها، أدوها مع جماعة المسلمين في بيوت الله، حافظوا على أركانها وواجباتها وشروطها، وسننها وخشوعها، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فإنه قوام الإسلام، وصمام الأمان في المجتمعات.

قوموا بواجب الدعوة إلى الله، بالحكمة والموعظة الحسنة، أدوا زكاة أموالكم طيبةً بها نفوسكم، فما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، وإن في حياة الجفاف والقحط والجدب والمجاعة، وهلاك الزروع والثمار والمواشي التي أصابت المسلمين في هذا الزمن، عبرة لمن يعتبر وذكرى لمن يزدجر.

صوموا شهركم يا عباد الله! وحجوا فرضكم، وأفشوا السلام بينكم، واصبروا على ما أصابكم، وتعاونوا على البر والتقوى، قوموا ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والأيتام، غضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم وجوارحكم عن المحرمات، أوفوا المكاييل والموازين والمقاييس، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، وقروا اليمين بالله في الخصومات والمنازعات، احذروا الوقوع في المعاصي، فإن لها شؤماً عظيماً على المجتمعات، وتسلحوا بسلاح الإيمان والتقوى للخروج من مآزق الإيمان، والطرق الصادة عن الكتاب والسنة، اقضوا على المظاهر الاجتماعية المخالفة لتعاليم الإسلام، كغلاء المهور، ورد الأكفاء، والمغالاة في تكاليف الزواج، حلوا مشكلاتكم بأنفسكم، مستنيرين بهدي الكتاب والسنة، اجتنبوا ما حرم الله عليكم، من الشرك والقتل والسحر والشعوذة، وإتيان الكهان والعرافين، جددوا التوبة من ذنوبكم، احذروا الربا والزنا، والمسكرات والمخدرات، والرشوة والتزوير والغش والخديعة، اجتنبوا الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وقول الزور والحديث في أعراض المسلمين، احذروا الحسد والأحقاد والضغائن والسخرية بالمسلمين، احذروا الرياء والسمعة، اصدقوا إذا حدثتم، أوفوا إذا عاهدتم، أدوا إذا أؤتمنتم، احرصوا على اجتماع القلوب، واسعوا في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:٤٦] الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

بارك الله لي ولكم في القرآن والعظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.