للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من السنن في العيد]

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، شهادة أرجو بها النجاة يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، المبعوث بالهدى واليقين، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى وأطيعوه، وراقبوه ولا تعصوه، واشكروه شكراً يوافي نعمه، ويكافئ مننه، والهجوا بالثناء والشكر لله جل وعلا، أن بلغكم هذا اليوم العظيم، وهذا الموسم الأغر الكريم، واعلموا -رحمكم الله- أن يومكم هذا يومٌ مبارك، رفع الله قدره وأعلى مكانه وأظهر فضله، وسماه يوم الحج الأكبر، وجعله عيداً للمسلمين، حجاجاً ومقيمين، في هذا اليوم يتكامل عِقد الحجيج بـ منى، بعد أن وقفوا بـ عرفة، وباتوا بـ مزدلفة، في هذا اليوم العظيم يتقرب المسلمون إلى ربهم؛ بذبح ضحاياهم اتباعاً لسنة الخليلين: إبراهيم ومحمدٍ صلى الله عليهما وسلم، فقد أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه وفلذة كبده، فامتثل وسلم، لكن الله سبحانه بلطفه ورحمته فداه بذبحٍ عظيم، فكانت سنة جارية، وشرعةً سارية، عملها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ورغب فيها، ففي الصحيحين {أنه عليه الصلاة والسلام، ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمى وكبر}.

ومن فضل الله على عباده أن يسر لهم في الأضاحي، حيث تجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته، كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه.

فلنتق الله يا عباد الله! ولنحذر من البخل والشح في مال الله، فقد أعطانا الكثير وطلب منا القليل، ولنضحي في هذه الأيام المباركة عن أنفسنا وأهلينا وأبنائنا، ففضل الله واسعٌ وله الحمد والمنة، وليحذر من أراد أن يضحي من العيوب التي تمنع الإجزاء، فلا تجزئ العوراء البين عورها، ولا المريضة البين مرضها، ولا العرجاء التي لا تطيق المشي مع الصحاح، ولا يجزئ من الإبل إلا ماله خمس سنين، ومن البقر إلا ما له سنتان، ومن المعز إلا ما تم له سنة، ولا من الضأن إلا ما تم له نصف سنة، والسنة في نحر الإبل قائمةً معقولة يدها اليسرى، وذبح البقر والغنم على جنبها الأيسر، موجهةً إلى القبلة، ويقول عند ذبحها: باسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، والسنة أن يوزعها أثلاثاً، فيأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً ويتصدق بثلث، ووقت الذبح يمتد من بعد الفراغ من صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق على الصحيح من أقوال العلماء، فلا تحرموا أنفسكم ثواب الله في هذه الأيام المباركة، وتقربوا إلى الله بالعج والثج فما عمل في هذه الأيام المباركة عملٌ أحب إلى الله من إراقة الدم، وكثرة ذكره وتكبيره، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.