للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض ما قيل في رثاء الشيخ عبد الرزاق]

كان من التوفيق أن سماحة الوالد ابن باز رحمه الله، بعث ببرقية عزاءٍ لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، بيَّن فيها مكانة الشيخ وأثره على هذه البلاد، فأرسل ولي الأمر وفقه الله رسالة عزاءٍ لأبناء الشيخ ولكبار العلماء، ولسماحة الشيخ عبد العزيز وللأمة جميعاً هو وولي عهده والنائب الثاني، وعددٌ من الزعماء والعلماء والقادة وطلاب العلم أيضاً، وقد قيلت فيه عددٌ من المراثي الشعرية، لعلِّي أن أشنف أسماعكم ببعضها ولا أطيل إن شاء الله.

وقفت لكي أرثي العفيفي فصدني وجومٌ وقد حل النوى وبكاءُ

وقمت أعزي فيه من رام علمه فقالوا وهل يسليك عنه عزاءُ

فعدت أناجي ذكرياتٍ ترحلَتْ وقد ضمني والشيخ ثم لقاءُ

وأبصرت فيها الشيخ يرقى بعلمه وعاينت فيها الشيخ وهو بهاءُ

وناجيت فيها الشيخ فازوَرَّ طيفه وما في ازورار الطيف منه جفاءُ

قد سار في درب الشريعة يافعاً يطير به عزمٌ له وإباءُ

وأنفق في بسط الشريعة عمره يسيرُ به خوفٌ له ورجاءُ

ثمانون عاماً والحياة مصاعبٌ وللشيخ فيها منهجٌ وسناءُ

إذا المحفل الراقي تناظر جمعُه رأيتَ مقال الشيخ فيه سخاءُ

شواهده الآيات جل دليلُها وحشد أحاديث لهنَّ صفاءُ

يسربل بالإقناع كل مقالةٍ فيُصغي له الكتَّاب والخطباءُ

إلى عرصات الخلد يا وافر النهى لعلك عند الله حيث تشاءُ

وإن قصيدي حين يندى بذكركم حريٌ بأن يندى به الشعراءُ

قالها: محمد بن سعد المشعان.

لا فُضَّ فوه وجزاه الله خيراً.

وهذه مرثيةٌ مختصرة لا نطيل بها عليكم، يقول فيها أحد تلاميذ الشيخ، وهو محمود عبد رب النبي محمد، من مصر:

الشعر باكٍ والقصائد أدمُعُ والقلب مندوح المشاعر موجَعُ

والحزن في شفتي نزفٌ دائمٌ صعبٌ على العشَّاق ألا يُفجَعوا

وأسى الفجيعة ماثلٌ في خاطري في كل جسمٍ ليس يخلو موضعُ

ماذا دهى عيني تجمد دمعها وكأنها أُخرى فليست تجزعُ

إلى أخر ما قال، جزاه الله خيراً.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يكون ما قدمه الشيخ حُجةً له لا عليه، وأن يجعله في موازين حسناته يوم القيامة، وأن يقدِّس سرَّه وينوِّر ضريحه ويجمعنا به في دار كرامته بمنه وكرمه، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وبارك الله في تلاميذه وفي أبنائه وجزى الله بلاد الحرمين الشريفين أن احتضنت أمثال هؤلاء العلماء الأفذاذ والجهابذة الكبار، فجزاهم الله خيراً، وما ذاك إلا تقديرٌ منهم للعلم وأهله، لا سيما من سار منهم على منهج السلف.

والحمد لله رب العالمين.